Spring naar content

100 Vragen en antwoorden

In het Arabisch

أركان العقيدة المسيحية

Antwoord op 100 vragen over het christelijk geloof

ماذا يعرف المسيحيون والمسلمون عن إيمان بعضهم البعض؟ أليس هناك مرارا وتكرارا سوء تفاهم كبير وإدانات؟ لقد كتب الكثير باللغة الهولندية لغير المسلمين عن الإسلام، للأسف القليل عن الإيمان المسيحي للمسلمين. هذا الكتيب هو محاولة لذلك.
يتعلق الأمر في هذا الكتاب، بمائة سؤال وأجوبة لتوظيح للقارئ طريقة توجه الحياة المسيحية وما يؤمن به المسيحيون. الأسئلة أتت خلال لقائات متبادلة حصلت في الواقع. لقد قامت لجنة دراسية لبعض المنظمات الكنسية بجمع هذه الأسئلة التي طرحت على خدامها في الخارج، وكذلك داخل هولاندا، من طرف مسلمين حول الإيمان المسيحي. نحاول هنا أن نعطي أجوبة متفقة مع ما تعترف به الكنائس في كل زمان ومكان، ولكن نريد كذالك أن نعطي أجوبة شخصية حسب تجاريبنا الخاصة. قد تكون لأسئلة عديدة، أجوبة مختلفة؛ ونحن نحاول أيضا أن نأتي بها في بعض الحالات لنوظح التنوع الذي تتمتع به الديانة المسيحية.
لقد إخترنا أن نعطي أجوبة قصيرة لكي يعرف القارئ سريعا ما يقصد به جوهريا. لهذا السبب، تختفي الفروقات الدقيقة. هذا الكتيب للمائة أسئلة،ليس بمرجع نصوص حول ما يسمح أو لا يسمح به. الإنسان وليس الناموس بمختلف قوانينه ما يتخد مكانا مركزيا في الديانة المسيحية. الإيمان هو قبل كل شيء، علاقة الإنسان بالله.
كل من يريد ان يتعمق في الإيمان المسيحي، عليه ان يقرأ الكتاب المقدس بتمعن، لأن الكتاب المقدس هو منبع قيم الإيمان المسيحي. جمعية "Evangelie & Moslims التبشير والمسلمين" تتوفر على نسخ للبيع من الكتاب المقدس باللغة العربية، والفارسية والتركية. وهذه الجمعية، ترحب بكل ملاحظاتكم، تعليقاتكم و تصحيحاتكم. يمكنكم أن تتصلوا بنا على الموقع التالي: info@evangelie-moslims.nl
ترجمة: عبد السلام شليل

Lees hieronder de 100 vragen en antwoorden (in Arabisch)

يجب عليهم فعل الخير وأعمال حسنة، لأن إيمانا بدون أعمال الحسنة لا جدوى منه. الكتاب المقدس يقول في يعقوب 22:2: "فترَى أنَّ الإيمانَ عَمِلَ مع أعمالِهِ، وبالأعمالِ أُكمِلَ الإيمانُ." هذه الأعمال هي إذا مهمة جدا، غير أنها ليست هي الأساس لإجل غفران الخطايا. ومن كلمات الكتاب المقدس: المسيحيون ليسوا مبررون بالأعمال الحسنة ولكن بالنعمة، بالإيمان. المسيحيون حسب الكتاب المقدس ليسوا مجبورين على أي شيء. قد يبدو ذالك غريبا، ولا يمكن فهم ذالك إلا عندما تعرف المكانة التي يتخدها يسوع المسيح في حياتهم. فهو قد فعل كل شيء من أجلهم. إسمه يسوع، يعني: الله يخلص. المبشر متى قال: لإنه سيخلص شعبه من الخطايا وخلاصه سيؤدي إلى الشكر وليس إلى الكسل. (>26) ومن خلال هذا الشكر، يحاول المسيحيون إتباع طريق يسوع المسيح وفعل الخير كما كان هو يفعل. ولقد لخص لنا يسوع المسيح كل ذالك في هذه الكلمات: أحب الرب إلاهك قبل كل شيء، وأحب أقاربك مثل نفسك. (متّى 22: 38-39). كما قال في متّى 12:7: "فكُلُّ ما تُريدونَ أنْ يَفعَلَ الناسُ بكُمُ افعَلوا هكذا أنتُمْ أيضًا بهِمْ." المسيحيون نشيطون في إيمانهم ولهم إشتياق لفعل الخير حبا ليسوع المسيح.

هذه الأعمال مهمة جدا لذى المسيحيين. لإنه من لا يصلي مثلا سوف يفقد إيمانه ويسوع المسيح نفسه أشار إلى أهمية فعل ذالك (متّى 6). كما أنه حذر من فعل ذالك من أجل العروض أي لأتارة إنتباه الأخرين أنك تفعل الخير. لأنك بفعل ذالك، لن تأخد أجرك من عند أبيك السماوي كما قال. فالذي يصلي ليظهر للأخرين كم متقي هو أو من يتقشف على نفسه ويظهر أنه يتصدق على الأخرين فقد حصل على أجره من الناس وليس من الله. أدخل بيتك وأقفل غرفتك لكي تصلي وتصدق بحيث "لا تعلم يدك اليسرى ما فعلته اليمنى".

المسيحيون يصلون، يصومون ويتصدقون. إلا أنهم لا يرون ذالك كفرائض بل كنتائج لإيمانهم بالله وبالتالي كتقوية لهذا الإيمان. الطريقة التي تتشكل الصلاة والصوم والزكاة في حياة المسيحيين تختلف كثيرا.ليس هناك أي تعليمات عن كم مرة يجب أن تصلي، أو كم يجب عليك أن تعطي، أوكيف يجب عليك أن تصوم، إلى أخره.

كما ذكرنا في السؤال الثاني، ليس هناك أي تعليمات ثابتة. عند المسيحيين، الكيفية ليست بمهمة. وهميختلفون في طريقة تأدية صلاتهم. فبعضهم يصلون راكعين، آخرون يصلون جالسين أو واقفين. الكثيرون يصلون وأعينهم مغلوقة وأيديهم مع بعض للتركيز جيدا. البابا نيقولاس الأول (858-867) اعلن أن وضع الأيدي مع بعض كعلامة إعتبار المسيحيين أنفسهم عبيدا و "مرتبطين بالرب". أثناء الصلاة يتم إختبار المعاشرة بين الشخص والله وبين الله والشخص. وهذا الكلام هو كلام خاص وحميم مع الله من أجل تكريمه وعبادته، او طلب معونته في إحتياجات معينة. أثناء الصلاة، هناك مجال أيضا لإعتراف الشخص بخطايا هو كذالك الصلاة من أجل الغير.

المسيحيون يعرفون صلوات حرة بكلماتهم الخاصة أوصلوات مكونة من نصوص ثابتة تقرأ تكرارا. وهي عادة تكون من نصوص من الكتاب المقدس، من المزامير مثلا. كما تتم الصلاة بالقرائة من كتب الصلوات أيضا. وأيضاهناك ترانيم كثيرة يرنمها المسيحيون أثناء صلواتهم. المسيحيون يصلون بلغتهم الخاصة وليس بالعبري أوالأرامي أوالإغريقي، التي هي لغات الكتاب المقدس الأصلية.

هناك مزامير داود التي هي عبارة عن صلوات كمزمور

51 مثلا، وهو صلاة إسترحام وتضرع. هنا نعطي الآيات 1 إلى 4:
1 اِرحَمني يا اللهُ حَسَبَ رَحمَتِكَ. حَسَبَ كثرَةِ رأفَتِكَ امحُ مَعاصيَّ.
2 اغسِلني كثيرًا مِنْ إثمي، ومِنْ خَطيَّتي طَهِّرني.
3 لأنّي عارِفٌ بمَعاصيَّ، وخَطيَّتي أمامي دائمًا.
4 إلَيكَ وحدَكَ أخطأتُ، والشَّرَّ قُدّامَ عَينَيكَ صَنَعتُ، لكَيْ تتبَرَّرَ في أقوالِكَ، وتزكوَ في قَضائكَ.

طبعا! مزمور 145 مثلا، هو ترنيمة داود لحمد وتمجيد الرب. كما جاء في الآيات 1 إلى 9 و17 إلى 19:
1 أرفَعُكَ يا إلهي المَلِكَ، وأُبارِكُ اسمَكَ إلَى الدَّهرِ والأبدِ.
2 في كُلِّ يومٍ أُبارِكُكَ، وأُسَبِّحُ اسمَكَ إلَى الدَّهرِ والأبدِ.
3 عظيمٌ هو الرَّبُّ وحَميدٌ جِدًّا، وليس لعَظَمَتِهِ استِقصاءٌ.
4 دَوْرٌ إلَى دَوْرٍ يُسَبِّحُ أعمالكَ، وبجَبَروتِكَ يُخبِرونَ.
5 بجلالِ مَجدِ حَمدِكَ وأُمورِ عَجائبِكَ ألهَجُ.
6 بقوَّةِ مَخاوِفِكَ يَنطِقونَ، وبعَظَمَتِكَ أُحَدِّثُ.
7 ذِكرَ كثرَةِ صلاحِكَ يُبدونَ، وبعَدلِكَ يُرَنِّمونَ.
8 الرَّبُّ حَنّانٌ ورحيمٌ، طَويلُ الرّوحِ وكثيرُ الرَّحمَةِ.
9 الرَّبُّ صالِحٌ للكُلِّ، ومَراحِمُهُ علَى كُلِّ أعمالِهِ...
17 الرَّبُّ بارٌّ في كُلِّ طُرُقِهِ، ورحيمٌ في كُلِّ أعمالِهِ.
18 الرَّبُّ قريبٌ لكُلِّ الّذينَ يَدعونَهُ، الّذينَ يَدعونَهُ بالحَقِّ.
19 يَعمَلُ رِضَى خائفيهِ، ويَسمَعُ تضَرُّعَهُمْ، فيُخَلِّصُهُمْ.

هذه الصلاة توجد في متّى 6، وتبتدىء بـ:
أبانا الّذي في السماواتِ،
ليَتَقَدَّسِ اسمُكَ. ليأتِ ملكوتُكَ. لتَكُنْ مَشيئَتُكَ كما في السماءِ كذلكَ علَى الأرضِ.
خُبزَنا كفافَنا أعطِنا اليومَ.
واغفِرْ لنا ذُنوبَنا كما نَغفِرُ نَحنُ أيضًا للمُذنِبينَ إلَينا.
ولا تُدخِلنا في تجرِبَةٍ، لكن نَجِّنا مِنَ الشِّرّيرِ.
لأنَّ لكَ المُلكَ، والقوَّةَ، والمَجدَ، إلَى الأبدِ. آمينَ.

لا بالتأكيد، المسيحيون يصلون أكثر من مرة واحدة في الأسبوع، ولو ليس في أوقات محددة مثل المسلمين. فهناك من يتخد "وقت صمت" في الصباح أو المساء. هذا يعني أخد وقت للصمت أمام الرب، للسماع إلى صوته، كالقراءة من الكتاب المقدس أو صلوات أو التأمل في خشوع. في الأديرة كما في بعض الدوائر البروتستانتية تقام صلوات جماعية صباحا أو مساء.
قبل كل وجبة طعام، يقوم المسيحيون بصلاة بركة، و بعد الأكل يصلوا لله لشكره على نعمه، وكذالك لطلبات معينة أخرى. كل يوم أحد، يجتمع المسيحيون مع بعض للإستماع إلى الوعضة وكذالك للصلاة والترنيم معا، حيث ترنم الكثير من المزامير ويصلى بها. المسيحيون أناس يحبون الصلاة.

ليس لدى المسيحيين أي جهة معينة يتجهون إليها لتأدية صلواتهم. لأن ليس لديهم قبلة لهم كما هو الشأن بالنسبة للمسلمين. عندما يصلي المسيحيون مع بعض، يفغلون ذالك ركوعا أو قاعدين على شكل حلقات أو على أرائك الكنيسة، عادة بأعين مغلوقة وأيد مضمومة إلى بعضها البعض. بالنسبة لليهود، فأورشليم هي قبلة إتجاههم. أورشليم مدينة مهمة جدا بالنسبة للمسيحيين. لأنها تذكرهم بقصص كثيرة من الكتاب المقدس وكذالك بحياة يسوع المسيح. فبهذه المدينة كان يسوع يزور الهيكل ويعلم الناس. وبها كذالك صلب (خارج بوابة المدينة) و قام من بين الأموات. كل الأماكن التي مر بها يسوع المسيح لازالت معروفة لحد الأن. لكن المدينة نفسها لم تأخد مكانة قبلة لابد أن يتجه إليها أثناء الصلاة. مع العلم أن هناك بعض المسيحيين الشرقيين الأرطودوكس القدامى، من يتجهون نحو الشرق عند تأدية صلواتهم، لكونها جهة شروق الشمس والتي ترمز ألى النور والحياة التي أنعم بها الخالق. كثير من الكنائس القديمة، لديها مذابح في الجهة الشرقية.

بلى. إلا أنه ليس هناك أي نوع من غسل طقوسي معين. لكن نظافة الشخص هي دائما مهمة لدى المسيحيين. لصلوات التنظيف والغفران من الخطايا مكانة كبيرة في حياة المسيحي. كما صلى داود بمزمور51. (>5)

للمسيحيين الأرتودوكسي الشرقيين والروم الكاثوليك،أيام عدة للصوم. فالروم الكاثوليك، يصومون الأربعين يوما قبل عيد الفصح (>97). كما أن لأغريقا اليونان الكاثوليك، علاوة على تلك الأربعين، يصومون أربعينا يوما قبل عيد ميلاد المسيح. أما المسيحيون الأقباط، فيعرفون تقاليد صيام تفوق ال 250 يوما بالسنة. بالنسبة للمذهب البروتيستانتي، نلاحظ أن قيمة الصيام قد ضعفت بكثير بسبب ردود الفعل الذي حصل ضد ممارسات الكنيسة الكاثوليكية، التي لم يكن متفق معها. لكننا نلاحظ الأن، أن أهمية الصوم، بدأت تتقوى داخل الكنائس البروتيستانتية والإنجيلية. نحن نعرف الكثيرمن الأمثلة عن الصوم في الكتاب المقدس، حيث أن موسى، داوود، إيليا، دانيال ويسوع المسيح كذالك، كلهم قد صاموا. كما أن التنسيق بين الصلاة والصوم يبدو بارزا في الكتاب المقدس.
في كتاب إشعياء 58، نقف أمام المعنى الحقيقي للصوم عندما يجد الشخص نفسه أمام مواقف ظلم و صراع. حيث أن حرمان النفس من الطعام لا قيمة له عند الله. يقول الرب لشعبه: أليس هذا هو الصَوْم الذي أختارُهُ: حَلَّ قُيودِ الشَّرِّ. فكَّ عُقَدِ النّيرِ، وإطلاقَ المَسحوقينَ أحرارًا، وقَطعَ كُلِّ نيرٍ. أليس أنْ تكسِرَ للجائعِ خُبزَكَ، وأنْ تُدخِلَ المَساكينَ التّائهينَ إلَى بَيتِكَ؟ إذا رأيتَ عُريانًا أنْ تكسوهُ، وأنْ لا تتغاضَى عن لَحمِكَ. أليس هذا هو الصوم الذي أريده: فك قيود الظلم، فك الحبال من النير، تحرير المضطهدين وتحطيم كل نير؟ أليس الصوم هو إطعام الجائعين، أيواء الفقراء الدين لا مأوى لهم، كساء العراة والإعتناء بالأخرين؟
طرق الصيام تختلف كثيرا بين المسيحيين، هناك من يصوم كليا، بمعنى منع النفس من كل شيئ لمدة محددة، او الإمتناع عن أكل اللحوم أو حرمان النفس من الرفاهيات. المسيحيون يختلفون إذا في طرق صيامهم لأنه لا توجد هناك وثائق واضحة في الكتاب المقدس تحدد طريقة الصيام، لكن، للصيام أهمية كبيرة لدى المسيحيين والكل يختار طريقة تناسبه.

قد يساعد الصوم في الفترة قبل عيد الفصح (>97)، عيد القيامة، على تفهم المعنى الحقيقي من آلام وموت المسيح يسوع. كما أن الصوم يساعد على تقوية الصلاة. في الكنيسة الأنطاكية بسورية، صام الناس وصلوا قبل أن يخرجوا للتبشير (أعمال الرسل 3:13 فصاموا حينَئذٍ وصَلّوا ووضَعوا علَيهِما الأياديَ، ثُمَّ أطلَقوهُما). الصوم يقترن كذالك مع العطاء والتصدق. كما يمكن للشخص أن يصوم ويصلي وفي نفس الوقت توفير بعض المال لأعمال خيرية.

كلا. الكل مباح .ليس هناك اي تحريم على أكل لحم الخنزير مثلا، فلا حاجة إذا لشراء لحوم قد ذبحت حسب الطقوس الدينية، لأنه لا توجد هناك قواعد لما هو حلال وما هو حرام. هذه القواعد كانت بلأحرى عند اليهود، ففي القسم الأول من الكتاب المقدس، أي الوقت قبل مجيء المسيح يسوع، نجد الكثير من هذه الوثائق، (وتائق التحليل والتحريم). عندما نشات الكنيسة بعد يسوع المسيح، كانت نقطة المناقشة تدور حول ما إذا على المسيحيين الغير اليهود أن يتشبتوا بالقوانين المتبعة من طرف اليهود. القواعد الأساسية مبنية على كون أن الإنسان حر مع إحترامه لحرية الأخرين. بولس الرسول كتب في رسالته الأولى لأهل كوارانتوس الإصحاح 13:8: لذا، إن كان بعض الطعام فخا يسقط فيه أخي، فلن آكل لحما أبدا، لكي لا يسقط أخي!

ليس هناك أي إشكال في تمتع الشخص بكاس من الخمر ثم شكر الله على ذالك، ولكن أن يشرب الإنسان الكثير من الكحول حتى يسكر فإن ذالك يصبح مشكلة. الشخص المسيحي يرى جسمه كهيكل يسكنه روح القدس. لذا يجب الإعتناء به. والمدمن عن الكحول لا يمكنه فعل ذالك.
المشكلة ليست في الأكل أو الشرب، بل في طريقة التعامل مع الأكل والشرب. فبإمكان الشخص مثلا أن يحافظ على قوانين التغدية ولكن بين فترة وأخرى، يأكل الكثير من الأطعمة. السؤال الذي يدور عليه المحورهوفيما إذا كنا نكرم الله بأجسادنا. قال يسوع المسيح: "ليس ما يدخل الفم ما يدنس الإنسان ولكن ما يخرج منه."

كذالك، لا توجد هناك أي وثيقة تحدد ذالك. ولكن إيماننا بالرب الذي يعتني بنا كل يوم، يجعلنا كرماء على حد الإعتبار. فمن خلال إيماننا بالله، نذهب ونبحث عن اؤلائك الأقل حظا من القريبين والبعيدين.
يخبرنا الكتاب المقدس عن الأرملة الفقيرة التي ألقت بفلسين في صندوق الهيكل. فهي في عين الرب أعطت أكثر بكثير من الأغنياء.
"لإن هؤلاء جميعا قد ألقوا في التقدمات من الفائض عنهم. وأما هي، فمن حاجتها ألقت كل ما تملكه لمعيشتها!" (لوقا 21: 1-4). هذه القصة تضعنا أمام السؤال الإنتقادي حول ما نتصدق به.
حياة غنى بحد ذاتها ليست مدانة في الكتاب المقدس. يقول تيموثاوس في رسالته الأولى (17:6-18 و 9) "أوصي أغنياء هذا الزمان بأن لا يتكبروا ويتكلوا على الغنى الغير الثابت بل على الله الذي يمنحنا كل شيء بوفرة لنتمتع به، وأن يفعلواخيرا ويكونوا أغنياء بالأعمال الصالحة ويعطوا بسخاء ويكونوا على إستعداد دائم لإشراك الأخرين في خيراتهم. أما الدين يرغبون في أن يصيروا أغنياء، فيسقطون في التجربة والفخ ويتورطون في كثير من الشهوات السفيهة المضرة التي تغرق الناس في الدمار والهلاك."
كل هذا يدور حول كيفية التعامل مع ثروتك. هل أنت مولع بها جدا؟ أم هي بركة لك وللأخرين.

المسيحيون ليس لهم إعتراف أو شهادة واحدة بل عدة. بعضها قديم جدا نشأ مع ولادة الكنيسة تقريبا. تعبر الكنيسة من خلال الكتابات الإعترافية، عن إيمانها الجوهري مع تحذيرها من المعتقدات الغير اللا ئقة والإنحرافات.تقديم الإعترافات هي كلمات قصيرة يلفظ بها عادة أثناء المعمودية.
على سبيل المثال: "المسيح هو الرب" (فيليبي 11:2).
وكذالك كما جاء في 1 تيماثاوس 16:3. "باعتراف الجميع، أن سر التقوى عظيم: الله ظهر في الجسد،شهد الروح لبره، شاهدته الملائكة، بشر به بين الأمم، أومن به في العالم، ثم رفع في المجد"
إعتراف معروف لازال يعلن في قداديس الكنائس اليوم وهو ما يطلق عليه بـ"إعتراف الحواريين".

شهادة الحواريين هي إعتراف قصير متكون من 12 مقالة (لذالك تسمى بشهادة الـ 12) والتي وضعت نواتها إبتداء من سنة 150 من الميلاد، والتي يعترف بها مند أنذاك في كل كنائس العالم.
هذه المقالات الـ 12 هي كالتالي:
1- أؤمن بالله الأب (>19) ذو القدرة الكلية، خالق السماء والأرض
2- أؤمن بيسوع (>1) المسيح (>37) إبنه الوحيد (>21) ربنا
3- الذي حمل به بقوة الروح القدس، وولد من مريم العذراء
4- وصلب (>24) في عهد بيلاطيس البنطي (>23)، مات ودفن
5- نزل إلى الجحيم، وفي اليوم الثالث قام من بين الأموات
6- وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الله الأب
7- وسوف يأتي تانية ليدين الأحياء والأموات.
8- وأؤمن بالروح القدس
9- أؤمن بكنيسة جامعة مقدسة وبشركة القديسين
10- وبمغفرة الخطايا (>25)
11- وبقيامة (>28) الأموات
12- وبحياة أبدية.

لكي تصبح مسيحيا عليك أن تهب حياتك ليسوع المسيح، وتعترف به كرب ومخلص في حياتك. وهذا أمرشخصي من الدرجة الأولى بينك وبين الله، إنه تجديد للقلب والحياة. يتكلم الرب يسوع عن إعادة الولادة، أي الولادة الجديدة. "حقا أنا أخبركم: لا أحد يمكنه أن يرى ملكوت الله إلا إذا ولد من جديد". (يوحنا 3:3)
أن تكون مسيحيا هو في الواقع أن تدرك أنك لم تختار الله بل الله هو الذي إختارك.يمكن أن تكتشف هذه الحقيقة بواسطة دراسة الكتاب المقدس، وببساطة أن تسأل الله بالصلاة أن يكشف عن نفسه لك.
كل من يتعرف على الله بهذه الطريقة ويجرب ثروة الحياة معه، يريد أن يجهر بها كذالك. "ما يمتلئ القلب به، يتكلم عنه الفم."
أن تكون مسيحيا ليس بتجربة فردية، ولكن أن تعيش إيمانك مع الأخرين. لهذا، عندما يصبح شخص ما مسيحيا، ينضم إلى جماعة: الكنيسة (>56). وهناك يجهر بإيمانه ويعتمد (>68).

ذالك لأن المسيحيين يؤمنون بأن الله وهو الخالق لكل شيء والقادر على كل شيء، هو كذلك كأب لهم ويعتني بهم. خالق السماوات والأرض، يريد نا أن نكون كأولادا له. أنت الرب أبونا ،يقول إشعياء النبي تكرارا (إشعياء 16:63و8:64). قدرة الله المطلقة مرتبطة بحبه الفاائق، وقربه وعنايته بالإنسان، لأنه بقدرته أمين، ويريد كل الخير والأفضل لنا. النبي إشعياء يقول: "لأنه هكذا يقول العلي السامي، المقيم إلى الأبد، الذي يدعى إسمه القدوس: إنني أسكن في العلى وفي الموضع المقدس، وأقيم مع المنسحق، وذوي الروح المتواضعة، لأحيي أرواح المتواضعين، وأنعش قلوب المنسحقين" (إشعياء 15:57).

المسيحيون يؤمنون بالله الأب، الإبن و الروح القدس. هل يؤمنون بإله واحد أم ثلاثة آلهة؟
المسيحيون يؤمنون بإله واحد. كما قال يسوع: "إسمعوا يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد!" (التثنية 4:6). لذلك أوصانا أن نحب الله من كل قلوبنا، أنفسنا و قوتنا. يؤمن المسيحيون كما ذكر بالانجيل أن الله أعلن نفسه كأب, إبن و روح (متى 19:28). وهنا يوضح لنا الغنى الذي لنا في الله و ماذا يريد أن يكون بالنسبة للبشر. كأب يعنتي بأولاده، و كالإبن يسوع المسيح الذي به جاء إلى عالمنا و كالروح الذي يسكن فينا و يعمل بنا. هذا السر لا يمكن ان نشرحه أبدا بطريقة مبسطة. لأنه من يستطيع أن يفهم الله إذا كنا لا نستطيع ان نفهم سر نمو الجنين في الرحم.
كثير من الأحيان تحصل مقارنات أثناء التحدث عن الله: كلمة الله و روحه لا يمكن فصلهما لإنهما واحد مع الله, كما أن الشمس بشعاعها و حرارتها تبقى واحدة و ليست ثلاثة. او ربما يكون شخص ما إبن و أب و زوج في نفس الوقت. حتى لو إستخدمنا مصطلح الثالوث الاوحد يبقى الإيمان بالإله الواحد و ليس بثلاثة آلهة.
يسوع نفسه قال : "أنا و الأب واحد" (يوحنا 30:10). و "من رآني رأى الأب" (يوحنا 14: 9)

الإيمان المسيحي هو شركة مع الله في يسوع المسيح. المسيح هو قلب إيمانهم. المسيحيون يصلون بإسم يسوع. في أناشيدهم و صلاواتهم يرنمون ويدعون إليه. عندما يتكلم المسيحيون عن الله يتكلمون في نفس الوقت عن يسوع. فهم يؤمنون أن الله جاء إلى البشر في صورة إنسان في يسوع المسيح. و الكلمة صار بشرا و حل بيننا مليئ نعمة وحق و رأينا مجده كما لوحيد من الأب (يوحنا 14:1). "و في نهاية الزمان كلمنا في الابن" (عبرانين 2:1). هو الله المتكلم, صورة الله الغير المرئية (كولوسي 15:1). و بتعبير آخر إسمه عمانوئيل والذي يعني الله معنا (متى 23:1). يسوع إذا هو أكثر من نبي.
المسيحيون لا يؤمنون أن يسوع المسيح هو نتيجة لزواج إلاهي. وكأن المسيح ولد نتيجة زواج الله بإله أو إنسان آخر. البنوة هنا هي بمعنى روحي وليس جسدي.

الله يبقى الله دائما. هو الخالق و راعي كل الأشياء و رعيته الأبوية للخليقة و البشر لم تتوقف بمجيئه الى العالم. و قدرته الكلية لم تتحدد بذلك. بل بذلك اعلن قدرته بتجسده و صلبه. نحن نتكلم هنا عن يسوع الإله و الانسان في نفس الوقت. ليس %50 إله و %50 إنسان, و إنما إله كامل و إنسان كامل. بمحبته العظيمة استخدم سلطانه ليأتي للبشر و يخلصهم.

في الإنجيل نقرأ قصة الإبن الضال أو الأب المحب. ضرب لنا يسوع هذا المثل ليوضح حالة الانسان الضال و لكن أيضا ليوضح رد فعل الأب على ذلك. تعامل الإبن السيء و العنيد لم يغير أبوية الأب. إسم الله الأب لن يتغير أبدا و لكن يبقى دوما أبا. إستعجاله في مقابلة إبنه يوضح محبته له. كذلك فالله إله لا يتغيرحتى إذا ترك الأمجاد السماوية و جاء إلى هذا العالم. الله أراد، و هو قادر، في يسوع المسيح أن يصبح صديقا لنا.

بيلاطيس البنطي كان عامل أو والي للقيسر في زمن يسوع المسيح. وإن لم يحدث له ما حصل مع المسيح يسوع، لكان إسمه قد نسي وربما لم يذكره التاريخ، والمسيحيون يريدون أن يؤكدوا أن يسوع المسيح (وفي عهد بيلاطيس وتحت حكمه) هناك في مدينة أورشليم، حمل صليبه على كتفيه و قدم حياته. لم يكن ذالك حدثا كذب أو ذكرى جميلة ولكن شيء حقيقيا وواقعيا. لهذا أخد إسم بيلاطيس في الركن 12 من أركان الإيمان المسيحي، مكانا ينطق به بالفعل في الكثير من الكنائس.
ذكر لنا الكتاب المقدس أسماء كثير من الأشخاص وأمكنة عديدة لكي تبقى الأحداث راسية ومثبتة في التاريخ: الملك هيرودس العظيم وهيرودس أنتيباس، القسيسين كايافاس وآناس، القيسر أوغسطس، بيت لحم، الناصرة، بيثانية (الأن الأزارية)، الجليل، أورشليم، ثيبيرية، جيثسيمانية، الجلجتة،.....إلخ.

المسيحيون متفقون على طبيعة الإنسان الخاطئة و لايوجد
إنسان يستطيع أن يقول أنه بار في محضر الله. الله قدوس ولايتحمل الخطيئة. أجرة الخطيئة موت, يقول الله في كلمته. بما أن الإنسان غير قادر أن يخلص نفسه من الخطيئة، كان محتاجا إلى معونة من الله. الله نفسه من وجد منفذا لذلك. هو الخالق و هو من يعيد تشكيل الخليقة. ما قد حطم بسبب سقوط الإنسان (>25) في الخطيئة، أعاد الله بنائه من جديد. ولكن الغفران لا يتم بهذه السهولة، و ثمن الخطيئة لابد أن يدفع و بدم غال و ثمين، دم حمل بلا عيب، دم المسيح (1 بطرس 19:1). صليب المسيح إذا هو رمز أيضا لحالة الإنسان المأساوية. الصليب يجعلنا نعتمد على بر المسيح وخلاصه الذي قدمه لنا و ليس على برنا الذاتي. يسوع قال: "أنا هو الطريق و الحق و الحياة" (يوحنا 6:14). هو لا يشير هنا إلى طريق يجب أن نسلكه فقط، بل أن المسيح هو نفسه الطريق بمعنى أن الله في المسيح فتح لنا الطريق.

الخطيئة لا تعني كسر القانون فحسب, وإنما عدم إصابة الهدف. هدف الله مع البشر. هدفه معنا هو أن نحبه، نخدمه و نمجده. ولكننا نفشل مرة تلوى الأخرى في فعل ذلك. في الإصحاح الثالث من سفر التكوين مكتوب كيف اخطأ آدم و حواء. ودخلت خطيئتهم الجنس البشري. وهذا مانراه على كل المستويات: الدول تشن حروب على بعضها البعض، الظلم موجود في مجتمعات كثيرة، مشاجرات عائلية و كراهيه... الخ. الخطيئة ليست إذاهي القتل و السرقة والأشياء الخاطئة التي نعملها فقط، ولكن الأشياء التي لا نعملها ويجب عملها: السلام ليس فقط غياب الحرب. الخطيئة ليست منتشرة فقط في العلاقات وإنما في ذات كل شخص أيضا. من يستطيع أن يقول بأنه يطيع الله بالكامل؟ خطايانا أصبحت فاصل بيننا وبين الله (اشعياء 2:59)." بل آثامُكُمْ صارَتْ فاصِلَةً بَينَكُمْ وبَينَ إلهِكُمْ، وخطاياكُمْ ستَرَتْ وجهَهُ عنكُمْ حتَّى لا يَسمَعَ." الخطيئة ليست إذا عملية حساب الأخطاء والعثرات. الكتاب المقدس يضع يده على الجرح ويقول: إننا أموات بذنوبنا وخطايانا وعصينا الله وإتبعنا شهوات الجسد وكلنا نستحق غضب الله كالأخرين (افسس 1:2-3). الميت لا يستطيع ان يفعل شيء. عدم القدرة على الخلاص من الموت والخطيئة إختبرها الكثير من الناس. المسيح يسوع، انتصر على الموت والخطيئة. في المسيح يسوع، صارت لنا حياة جديدة.

هذه معجزة بالحقيقة. من يختبر ما فعله الله من أجله سوف

يتغير بذلك. من يختبر محبة الله سوف يبادله المحبة و يعيش كإبن له و يطيع وصاياه بشكر. هناك قصة توضح ذلك لنا. في إحدى القرى قبض على بعض الشباب المقامرين لأن القمار كان ممنوع هناك. بعض هؤلاء الشباب كان لهم آباء أغنياء إستطاعوا أن يدفعوا الغرامة بسهولة، حتى لا يدخل أولادهم السجن. ولكن كان على أحدهم أن يدخل السجن لإن أمه كانت أرملة فقيرة جدا. فذهبت الأم لتشتغل في تصليح الشوارع، و كان الدم ينزف من يديها كل يوم لأنه كان عليها أن تحمل حجارة ثقيلة. و بذلك حصلت على النقود لتحرر إبنها من السجن. عندما عاد دعاه أصدقائه القدماء للقمار، لكنه قال لهم: لن أفعل هذا الشيء مرة أخرى. لأن حريتي اشتريت بثمن غال. لقد كان الثمن دماء يدي أمي.

علينا أن ننظر أولا فيما نعنيه بـ"الإيمان بشخص". بالنسبة للمسيحيين، الإيمان بيسوع يعني أن تضع كل ثقتك به، وتركه يقود حياتك. إذا أكثر بكثير من مجرد الإعتراف به كرسول من الله أرسل إلى فلسطين في بداية السنة الميلادية "المسيحية". بالإضافة إلى ذالك، المسيحيون يعبرون على المسيح يسوع بالمصلوب القائم (من بين الأموات) كما يصفه الكتاب المقدس. كل من يسأل المسلمين هل يؤمنون، ويضعون كل ثقتهم بيسوع المسيح المصلوب القائم من الموت، قد يفاجأ بإجابة إنكارية.
والعكس صحيح، بالنسبة إلى المسيحيين إذا سؤلوأ هل يؤمنون بالنبي محمد. طبعا المسيحي يعترف أن محمد عاش، في نهاية القرن السادس وبداية القرن السابع، في مكة والمدينة وما حواليهما.و الكثير من المسيحيين يقدرون الطريقة التى سلكها لمقاومة الظلم والدفاع على الفقراء و الضعفاء.إلا أن المسيحي لا يؤمن بمحمد تماما كما يؤمن به المسلم. وأساس حياته ليس مبنيا على القرآن وسنة محمد. الإعتراف بهذه الإختلافات هو إعتراف عادل ولا يجب أن يشكل أي عائق أمام مبادلة الإحترام بين الطرفين.

تماما مثل اليهود والمسلمين، يؤمن المسيحيون بأن الخليقة
لها بداية و هدف و محطة نهائية. الله هو الخالق و هو الذي سيدين في اليوم الأخير. الكتاب المقدس يوضح لنا الكثيرعن ذلك , برغم أنه لا يذكر بالتدقيق كيف و ماذا سيحصل، غالبا ما يعطي لنا صورا واضحة حول هذا الموضوع. و يطلب منا أن نأخذ ذلك بالحسبان. إسهروا إذا لأنكم لا تعلمون اليوم متى يأتي ربكم (متى 42:24). أيضا تحدث يسوع عن مثل الخراف و الجديان (>30) لكي يوضح كيف سيدين العالم. هو يريد بذلك أن يشجع الناس كي يكونوا رحماء و يعطفوا على الضعفاء.
كمسيحين نؤمن أن الله قد وضع حق الدينونة في يد يسوع المسيح. لمن يثقون به يكون المسيح لهم قاض و مخلص. الكتاب المقدس يظهر لنا أن الدينونة قد تمت و ذلك عندما قدم المسيح حياته على خشبة الصليب. هناك وفي ذلك الوقت قد غلب المسيح الشيطان (>29) و الموت و الخطيئة. من ينظر بالإيمان الى يسوع و يسمح له بالدخول إلى قلبه و حياته فقد خلص و حصل على الحياة الأبدية

المسيحيون يؤمنون بالله ولكن يأخدون بعين الإعتباركذالك، وجود عدوا لله: الشيطان الذي يظهر نفسه وكأنه ملاك النور. "ولا عجب فالشيطان نفسه يظهر نفسه بمظهر ملاك النور" (2 كورِنثوسَ14:11). فهوإذا مخادع وخطير. الشيطان مقتن بطريقتين: قد يكون مفتن وجداب، وقد يكون كذالك مفتن لهدف الربط والإيقاع في الفخ. هدف الشيطان دائما هو إبعاد الناس عن الله والإيمان به. وهو يدعى كذالك "بإبليس"، من اليوناني "ديابولوس diabolos"، وهو ما يمكن التعبير عنه بـ"الرامي بالفوضى". الشيطان يريد دائما أن يفسد خلق الله الجميل: يحول كوسموس الرب "أي جوهرالرب" إلى فوضى.
الكتاب المقدس يتكلم، علاوة عن إبليس،عن الشياطين أيضا. حيث أن هناك عالم مرئي وعالم غير مرئي ذو قوة و سلطان يجب أخدهما بعين الإعتبار. حتى يسوع المسيح واجه قوات شيطانية وكذلك خضع لتجاريب إبليس، لكن، ما كان على إبليس والشياطين إلا أن يستسلموا أمام قوة يسوع المسيح، وأخيرا و بقوة آلامه وموته المصالح، تغلب عليهم تماما (>97).

في إنجيل متى 25 إبتداء من الأية 31 نقرأ: "وعندما يعود آبن الإنسان في مجده ومعه جميع ملائكته، فإنه يجلس على عرش مجده، وتجتمع أمامه الشعوب كلها، فيفصل بعضهم عن بعض كما يفصل الراعي الغنم عن المعاز، فيوقف الغنم عن يمينه، والمعاز عن يساره؛ ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا من باركهم أبي، رثوا الملكوت الذي أعد لكم منذ إنشاء العالم: لأني جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني، كنت غريبا فآويتموني، عريانا فكسوتموني، مريضا فزرتموني، سجينا فآتيتم إلي! فيرد الأبرار قائلين: يا رب، متى رأيناك جائعا فأطعمناك؟ أو عطشانا فسقيناك؟ ومتى رأيناك غريبا فآويناك، أو عريانا فكسوناك؟ ومتى رأيناك مريضا أو سجينا فزرناك؟ فيجيبهم الملك: الحق أقول لكم: بما أنكم فعلتم ذلك بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتم!"

أما الأخرين الذين لم يفعلوا ذلك فلهم الخزي إلى الأبد.

بالفعل هناك إتفاقات كثيرة بين القرآن والإنجيل، ولكن هناك إختلافات عميقة كذلك؛ فالحساب والعقاب يوم القيامة حسب الإنجيل لا يكون بجمع أفعال الخير والشر ووزنهم. والجنة ليست لمكفأة الأخيار كما ان جهنم ليست لمعاقبة الأشرار. فالسماء أو الجنة هي أن تكون مع الإله السماوي حيث كل الأمور جيدة، أما جهنم فهي حيث الأمور قبيحة جدا، والرحمان لا يوجد هناك. كل من ينتظر عتقا من جهنم بفضل نفسه وأعماله الطيبة، في الحقيقة ليس هو بحاجة إلى الله. فهو إذا قادر أن ينقد نفسه بنفسه. أما الذي ينتظر النجاة من العقاب بإيمانه بالله فقط، فسوف يكتشف أن الله دائما مستعد لإستقباله ومرحب به أحسن ترحيب. عند الله، يمكنك أن تأتي كما أنت.
يوم الحساب هو إذا، بالنسبة للذين ينتظرون الرب، ليس بيوم تهديدات وخطر ولكن يوم جيد لكونهم سوف يكونون مع الرب.وهذا اليوم أعطي ليسوع المسيح، الوسيط بين الله والإنسان، الذي بآلامه وموته أصلح بين الطرفين. كلمة وسيط باليوناني mesites تشير إلى الشخص الوسط بين طرفين في 1 تيموثاوُسَ 5:2 نقرأ: "فإن الله واحد، والوسيط بين الله والناس واحد، وهو الإنسان المسيح يسوع، الذي بذل نفسه فدية عوضا عن الجميع". وهو يمثلنا ويتقبلنا كما نحن، ليس لتقوانا أو لحسن أعمالنا ولكن إنطلاقا من الخدمة الجبارة التي أكملها.

كون الشخص المسيحي متأكد من خلاصه، ألا يجعله هذا إنسانا مغرورأ ؟ ألا يجلب عليه هذا الغرور غضب الله؟

لو تصرف المسيحيون وكأنهم متأكدون من أنفسهم بأن حكم الله لن يمسهم ، راضين على أنفسهم ومتكاسلين بعد "نجاحهم السابق" فسوف يكون هذا خطأ جدا. لأن الخلاص لايجب أن يؤدي إلى الخمول والتكبر. والذي يتمتع بخلاص الرب ونعمته،عليه أن يتجند لحب الله وكذلك حب الأخرين. من يعيش بالنعمة عليه أن لا يحتقر الأخرين وينظر إلى نفسه وكأنه أحسن منهم، بل عليه أن يهتم بمصير الأخرين، لأن النعمة تؤدي إلى اللطف والتواضع.
أن تكون إبنا أو بنتا لله لا يعني هذا أنك تستحق أو تستحقين ذلك، بل كان لك ذلك بفضل تظحية يسوع المسيح، لأن الله مخلص ووفي بوعده، وبإمكاننا أن نتكل عليه لأنه في اليوم الأخر سيكون نفسه كما كان في الأول. "فإن الله الذي يدعوكم صادق، وسوف يتم ذلك." (1 تسالونيكي 24:5). "لأن الذي وعدنا بتحقيقه، هو أمين وصادق." (عبرانيين 23:10).

مميزات الديانة المسيحية هي الحرية، لكن هذا لا يعني أن تحيى حياة تفعل فيها ما تشاء دون أي قيود. أن تكون مسيحيا يعني أن تكون في علاقة مع الرب يسوح المسيح، و حياة الشخص المسيحي مقررة وموجهة من طرف المسيح يسوع. حرية الإنسان الحقيقية تكمل بالظبط في علاقته بيسوع المسيح. وكل من يظن أنه حر طليق وبإمكانه أن يفعل ما يشاء، سوف يجد نفسه مختنقا في شبكة من الخطايا؛ لأن الشيطان جذاب ومفتن بطريقتين، قد يجذبك ويفتنك بما يظهره لك، وفي الأخير يقيدك فتجد نفسك غير قادرعلى الفرار والتحرر من قيدك. فمثلا إن كان شخص مذمن على الكحول بفكرة أنه بإمكانه فعل ما يريد،سوف تلاحظ إنقلابا في حياته بحيث يصبح الكحول يتحكم في الشخص وليس العكس.
الكتاب المقدس يذكر لنا العديد من القواعد التي يجب على المسيحيين الإلتزام بها.فهناك قواعد الحياة العشرة (الوصايا العشرة >34) التي أعطى الله لموسى وشعب إسرائيل، وهناك كذلك القواعد التي أعطى يسوع المسيح لتلاميذه على الجبل وبما تعرف بالموعضة على الجبل (>36) حتى بولس الرسول (>38) أتى بقواعد للحياة المسيحية، وهذه القواعد لا تؤدي وظيفتها إلا بعلاقة الشخص بيسوع المسيح.

لقد أعطى الله إلى موسى وشعبه على جبل سيناء، قوانين
الحياة مسبوقة بهذه الكلمات: "أنا هو الرب إلآهك الذي أخرجك من أرض مصر ديار عبوديتك." وهي موجودة في سفر الخروج الإصحاح 20، ونأتي بها هنا بإختصار:
1- لا يكن لك آلهة أخرى سواي.
2- لا تنحث لك ثمتالا، ولا تصنع صورة ما مما في السماء من فوق ، وما في الأرض من تحت، وما في الماء من أسفل الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن، لأني أنا الرب إلاهك لا أسمح أن يتخد آخر كإلاه معي...
3- لا تنطق بإسم الرب إلاهك باطلا، لأن الرب يعاقب من نطق بإسمه باطلا.
4- أذكر يوم السبت لتقدسه،ستة أيام تعمل وتقوم بجميع مشاغلك، أما اليوم السابع فتجعله سبتا للرب إلاهك، فلا تقم فيه بأي عمل.
5- أكرم أباك وأمك لكي يباركك الله بعمر طويل في الأرض التي يهبك إياها الرب إلاهك.
6- لا تقتل.
7- لا تزن.
8- لا تسرق.
9- لا تشهد زورا على جارك.
10- لا تشته بيت جارك، ولا زوجته، ولا عبده، ولا أمته، ولا ثوره، ولا حماره، ولا شيئا مما له.

يهوا هو إسم الله "إيلوهيم". نقرأ عن ذلك في سفر الخروج عندما كان موسى واقفا أمام الشجيرة المشتعلة. وقد أدرك موسى أن الله يترقب منه أن يكون قائدا لشعبه، إلا أنه وجد أن هذه المهمة ثقيلة عليه جدا، فشجعه الله مؤكدا أنه سيكون دائما معه. "سوف أكون معك دائما قال له الرب وبعدها قال له: " أنا من أنا "من هذه الكلمات إشتقت كلمة يهوا. واليهود لا يرددون أو ينطقون بهذه الكلمة، بل يتكلمون عن "هاشيم" أي الإسم و "ها أولام" أي الأبدي، أو "آدوناي" أي الرب. المسيحيون عادة ما يستعملون كلمة الرب بحروف كبيرة لتمييزها عن كلمة سيد حين يقصدون الله أو السيد المسيح.

نقرأ عن الموعضة على الجبل مثلا في إنجيل متى من الإصحاح 5 إلى 7. في الأية الأول نقرأ أن يسوع المسيح صعد الجبل وجلس ليعلم تلاميذه، وطلب منهم أن يسيروا ميلا أضافيا، "من سخرك أن تسير ميلا فسر معه ميلين". يسوع يريد منا أن نعمل أحسن من العمل العادي.لقد قال يسوع المسيح كلام شهير مثل: "وسمعتم أنه قيل: عين بعين وسن بسن، أما أنا فأقول لكم: لاتقاوموا الشر بمثله، بل من لطمك على خدك الأيمن فأدر له الخد الأخر". في الوعضة على الجبل نجد كذلك الصلاة التي علم يسوح المسيح تلاميذه ألى وهي الصلاة الربانية (>7). الموعضة على الجبل هي عبارة عن كلمات جدرية وجوهرية رائعة قلبت العالم رأسا على عقب.
يسوع المسيح يثني بالفرح للحزانى، لأن الله سيعزيهم. طوبى للمضطهدين من أجل البر، فإن لهم ملكوت السماوات. وفي الأخير يعطي يسوح المسيح مثالا لثلاميذه ويقول: من سمع كلامه واتبعه يكون كشخص بنى بيته على الصخر، ومن لم يفعل بها يكون كشخص بناها على الرمل.

ملكوت الله أو"ملكوت السماوات" هو محور مركزي في حياة وتعاليم يسوع المسيح. في لوقا 43:4 يقول يسوع: "لابد لي من أن أبشر المدن الأخرى أيضا بملكوت الله، لإني لهذا قد أرسلت". بملكوت الله لا نشير إذا إلى مكان معين يكون فيه يسوع المسيح، ولكن إلى حكمه على بني الإنسان.

في كتب المزامير والرؤيا من كتاب العهد القديم، كثيرا ما نمر على كلمة ملك الله. "الرب هو ملك إلى الأبد" يقول كاتب المزمور. هذا الملك قد تم، بالنسبة للمسيحين، تحقيقه في شخص يسوع المسيح المنتظر مند زمان طويل (المسيح = ممسوح) والذي تتنبأ به الكثير من أنبياء العهد القديم. بيسوع المسيح إذا اقترب ملكوت الله. يسوع المسيح لم يعلن إذا قدوم ملكوت الله فقط. بل جسده كذلك بكل أعماله في شفائه للناس ومعجزاته، في طرده للشياطين وفي سلطته على الموت و على إبليس. المعجزات التي قام بها يسوع المسيح كانت علامة على إقتراب قدوم هذا الملكوت، والشيطان فعلا هزم من قبل المسيح. السلطة الملكية ليسوع بارزة بشكل واضح في كنيسته، وهو رأس هذه الكنيسة.إذا سلطة يسوع المسيح هي ليست على الكنيسة فقط ولكنها على الكون ككل. في متى 18:28 يقول يسوع لتلاميده: "دفع إلي كل سلطان في السماء وعلى الأرض." في هذا العالم، نرى أن هذا الملكوت من السلام والأشياء الحميدة لازال مختفيا، لكن قريبا ما سيكون ظاهرا للجميع.

في كتاب العهد الجديد، و مجاورا للأناجيل، هناك إهتمام كبير لرسائل بولس (>50) التي أعطى فيها،من بين أمور أخرى، توجيهات عملية كثيرة للحياة المسيحية.من بين الأمثلة لتعاليم الحياة هذه، نجدها في رسائله لأهل روما (الإصحاح 12):

لتكن محبتكم بلا رياء.

انفروا من الشر والتصقوا بالخير.

أحبوا بعضكم البعض محبة أخوية، مفضلين بعضكم على بعض في الكرامة.

لاتتكاسلوا في الإجتهاد، بل كونوا ملتهبين في الروح .

كونوا عبيدا خادمين للرب

كونوا صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة.

كونوا متعاونين على سد حاجات القديسين.

باركوا الذين يضطهدونكم،باركوا ولا تلعنوا!

افرحوا مع الفارحين وابكوا مع الباكين

كونوا متوافقين مع بعض، غير مهتمين بالأمور العالية، بل متساويين ذوي المراكز الوضيعة.

لا تكونواحكماء في نظر أنفسكم.

لا تردوا لأحد شرا مقابل شر، بل أجتهدوا في تقديم ما هو حسن أمام جميع الناس.

إن كان ممكنا، ما دام الأمر يتعلق بكم، عيشوافي سلام مع جميع الناس.

لا تنتقموا لأنفسكم، أيها الأحباء، بل دعوا الإنتقام لله.

إنه قد كتب: "لي الإنتقام، أنا أجازي يقول الرب".

إن جاع عدوك فأطعمه، وإن عطش فاسقيه.

بعملك هذا تجمع على رأسه جمرا مشتعلا

لاتدع الشر يغلبك، بل اغلب الشر بالخير.

إذا كان شخص مسيحي يتصرف فعلا كما أراد المسيح، فإن لون حياته المسيحية تبقى ظاهرة في تصرفاته، اقواله وأفعاله. كل من يتبع المسيح يبقى مشتاقا للإشارة إلى ربه ومخلصه، وإلى التضحية التي قدمها.المسيح يسوع أرسل تلاميذه لتبليغ رسالة الخلاص والسلام. وكما أرسل الأب السماوي يسوع المسيح إلى العالم، هكذا أرسل يسوع إلى العالم تلاميذه (يوحنا 18:17). لا ليدينوا بل لينقذوا. والمسيحيون لهذا الهدف إلى العالم أرسلوا. إذا فتبليغ الرسالة والتبشير بها هما من تعاليم الإيمان المسيحي. لكن الطريقة التي يحدث بها ذلك مهمة للغاية. فإن لم تحدث حسب الروح و حسب ما يقصده يسوع المسيح،يكون لذلك عواقب وضرر على إسم الكنيسة و أقبح من ذلك، على إسم يسوع المسيح.

فعلا، الكتاب المقدس مكون من عدة كتب: 66 كتاب بالضبط. كلمة bijbel (بايبل) بالهولندي آتية من الكلمة اليونانية biblia (بيبليا) و تعني كتب. ما يطلق عليه المسيحيون إسم العهد القديم من الكتاب المقدس، هو في الحقيقة الكتاب المقدس لذى اليهود. أي التوراة. كتب العهد الجديد لم تكن موجودة بعد عند مجيئ المسيح، بل كتبت في ظرف المائة سنة بعد صعود المسيح إلى السماء، المسيح كان يعلم ويتكلم عن شريعة موسى والأنبياء والمزامير (لوقا 44:24)، وهي الكتب التي كانت معروفة أنذاك. العهد الجديد، بتوجيه من الروح القدس، كتب بحوالي مائة سنة بعد المسيح. الكتاب المقدس مكون إذا من كتب العهد القديم و كتب العهد الجديد. كتاب العهد الجديد يبتدأ بقصة يسوع المسيح، حيث أنه ولد وترعرع ليصبح معلما بين اليهود. لهذا السبب نرى أثر الثقافة اليهودية بارزا جدا في هذه الكتب. قي نفس الوقت توضح كتب العهد الجديد أن يسوع المسيح كان أعظم بكثير من صبي يهودي عادي أو معلم أو نبي، بل هو المسيح المنتظر منذ زمان والذي تنبأ عن مجيئه أنبياء العهد القديم. المسيحيون يؤمنون، بخلاف اليهود، أن كل نبوؤاة كتب العهد القديم قد تحققت في المسيح يسوع.

الكل يقرأه بلغته الأم، لأن الكتاب المقدس مترجم للغات ولهجات عديدة، وليس هناك أي نص يصر على قرائته بلغة معينة. لغات الإنجيل الأصلية هي العبرية (بالنسبة لكتاب العهد القديم، بإستتناء بعض الفقرات التي كتبت بالأرامية) واليونانية (كتاب العهد الجديد). نذكر هنا أن هناك إمتياز كبير في قرائة ألكتاب المقدس بهذه اللغات الأصلية، لكن لنظر أنه ليس بإمكان الكل فعل ذلك، فالمسيحيون لحسن حظهم يتمتعون بترجمات جيدة للكتاب المقدس. هناك ترجمات جد حرفية قريبة جدا من النصوص الأصلية، وترجمات مبسطة لتبليغ رسالة كلمة الله بطريقة سهلة و واضحة.لهذا فلكل ترجمة قيمتها وقوتها الخاصة. مترجمو الكتاب المقدس يرون أنه من المهم أن يتمكن الكل من الحصول على الكتاب المقدس بلغته الأم، وفورا بعد نشأة الكنيسة (عيد العنصرة >99)، إتضح أن الله أتى إلى الناس بكلمته وبجميع اللغات.

كتب العهد القديم هي: التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، والتثنية. (وتسمى كذلك بكتب موسى الخمسة)
يشوع، القضاة، راعوث.
صاموئيل الأول وصاموئيل الثاني، الملوك الأول والملوك الثاني، وأخبار الأيام الأول والثاني.
عزرا، نحميا، أستير، أيوب، المزامير، الأمثال، الجامعة، ونشيد الأنشاد.
كتب الأنبياء: إشعياء، إرميا، مراثي إرميا وحزقيال.
كتب الأنبياء الصغرى: دانيال، هوشع، يوئيل، عاموس، عوبديا، يونان، ميخا، ناحوم، حبقوق، صفنيا، حجي، زكريا، وملاخي.

هي كتب المبشرين الأربعة: متى، مارقس، لوقا، ويوحنا.
أعمال الرسل
رسائل بولس الرسول: الرسالة إلى مؤمني روما، الرسالة الأولى والثانية إلى مؤمني كورنثوس، الرسالة إلى مؤمني غلاطية، الرسالة إلى مؤمني أفسس، الرسالة إلى مؤمني فيلبي، الرسالة إلى مؤمني كولوسي، الرسالتين الأولى والثانية إلى مؤمني تسالونيكي، الرسالتين الأولى والثانية إلى تيموثاوس، الرسالة إلى تيطس، الرسالة إلى فليمون، الرسالة إلى العبرانيين،
رسالة يعقوب، رسالتي بطرس الأولى والتانية، رسالتي يوحنا الأولى والثانية،رسالة يهوذا،
والرؤيا.

الديانة المسيحية تعترف بـ 66 كتاب تعرف بلأسفار الصحيحة، (مطابقة للشرع الكنسي). أما الكنيسة الكاثوليكية، فلذيها علاوة على ذلك، كتب أخرى ضمن إنجيلها تسمى بالأقل صحة. وهذه الكتب لا تتمتع بنفس الأحكام التي تتمتع بها أسفار العهد الصحيحة إلا أنها تعتبر كتبا قيمة. هذه الكتب هي: كتب جوديت، حكمة سليمان، توبيت، حكمة يسوع سيراخ (غير يسوع المسيح)، باروخ، كتاب المكابيين الأول والثاني، كتاب صلوات مناس، والصيغة اليونانية لكتب أستير ودانيال. هذه الكتب هي من العهد القديم، هناك كذلك أناجيل من العهد الجديد الأقل مصداقية.

العهد الجديد يبتدأ بإنجيل متى، مرقس، لوقا و يوحنا، هذه الكتب الأربعة تخبرنا عن قصة حياة يسوع المسيح. هؤلاء الأربعة كتبوا كل ما قاله و فعله يسوع عندما كان على الأرض. لكن بالحقيقة هناك إنجيل واحد و هو رسالة يسوع المسيح. الإنجيل هي كلمة يونانية معناها البشرة السارة أو الخبر السار، إذا الإنجيل يخبرنا عن خبر سار وهو أن يسوع المسيح قد جاء إلى العالم. حتى الكتب الأ خرى التي توجد في العهد الجديد تخبرنا عن الخبر السار أيضا. فلإنجيل لم يكتبه يسوع بنفسه بل أوحي بالروح القدس الى رسله. هذا ما جاء في إنجيل يوحنا: وأما الروح القدس المعين الذي سيرسله الأب بإسمي فإنه يعلمكم كل شيء و يذكركم بكل ما قلته لكم (يوحنا14:26).

يستخدم الله، عند كلامه، وتبليغ رسالته للبشرية، البشرنفسهم وقدراتهم البشرية. ففي رسالة بطرس الأولى: 1-21 نقرأ: أن الذين كانوا يتكلمون بإسم الله، كان دائما يقودهم ويدفعهم الروح القدس إلى ذلك. ولهذا السبب نرى وجود العمل البشري في الكتاب المقدس بارزا جدا. هذا الكتاب هو بالفعل عبارة عن مجموعة كتب تاريخية، تقارير ورسائل ...إلخ. لكن في نفس الوقت نلاحظ أن الله هو المتكلم إلينا ونقول أن الكتاب المقدس هو كلمة الله. الكتاب المقدس نفسه هو مائة في المائة كلام الله و في نفس الوقت مائة في المائة كلام الإنسان. كل من يريد أن يكتشف ذالك، عليه أن يصلي لذلك في قلبه ويطلب من الله أن يكلمه عن طريق روحه القدس.

كل من يدرس تاريخ نشأة الكتاب المقدس، يكتشف أن هذا الكتاب نقل بأمانة من جيل إلى جيل. الوثائق القديمة تتبث صحة الكتاب المقدس. ومع أن هناك بعض الإختلافات والإنتقادات النصية، إلا أن ذلك لا يؤتر ولايعارض نزاهة وحرمة المحور الأساسي للرسالة أو الفكرة المقصود توصيلها. وكل من يزعم أن اليهود و النصارى قد حرفوا كتبهم بأنفسهم، إنما يريد القول أن الله غير قادر أن يحفظ كلمته. في إنجيل لوقا 17:16، قال يسوع: من الأسهل أن تزول السماء والأرض على أن يزول حرف واحد من الناموس (الكتاب المقدس).

ليس هناك كتاب كتبه يسوع. التعاليم التي كان يلقي، الأمثلة التي كان يضرب، الشفاء الذي كان يمنح والمعجزات التي كان يقوم بها، كل هذه الأمور كانت تدون من طرف المبشرين الأربعة. مصطلح الإنجيل (>45) يقصد به عادة كتاب العهد الجديد، وخاصة الكتب الأربعة الأولى من كتاب العهد الجديد، حيث دونت أقوال وأعمال يسوع المسيح وحيث كذلك نقرأ عن قصة ولادته وبالتالي عن طريقه إلى الصليب، موته وقيامته من بين الأموات.
يسوع المسيح كان يعرف الكتب، بمعنى: كتاب العهد القديم. وهذا الأخير كان يشكل الكتاب المقدس بالنسبة ليسوع المسيح والمبشرين. ويسوع كان يعيش طبقا للكتاب المقدس، بل و أهم من ذالك، فهو أتى ليكمل هذا الكتاب ويؤدي مهمته. والكثير من النبؤات أكدت في يسوع المسيح وحققت فيه.

هذا الكتاب يمكن أن ينظر إليه كتتمة للإ نجيل حسب وجهة نظر لوقا، والكتاب هو من تأليف لوقا المبشر الوحيد الذي لم يكن يهوديا والذي روى قصة أعمال يسوع المسيح التي تواصل التلاميذ والحواريون عن ذكرها. كتاب أعمال الرسل يبتدئ بالوصية التي أمر بها يسوع تلاميذه قبيل صعوده إلى السماء ألى وهي الشهادة به وبالتالي يتكلم فيه عن إتساع إنتشار البشرة السارة من مدينة أورشليم إلى روما عاصمة الإمبراطوية الرومانية. ويتطرق الكتاب كذلك إلى كيفية ظهور الجماعات المسيحية الأولى في الشرق الأوسط، آسيا الصغرى (تركيا حاليا) و اوروبا.

طبعا لا. فالذي يقرأ ويقارن بين ما كتبه المبشرون و رسائل بولس يكتشف أن هناك بالأحرى قياس كبير من الإتفاق. وبالمطابقة قد ترى هذا واضحا إذا إطلعت مثلا على السؤال 38 (من رسائل بولس إلى أهل روما) وبولس الرسول، كان لديه. شغف في طريقة وصفه وتعريفه ليسوع المسيح كما هو في الواقع. وكذلك كان يؤول معنى الصليب والقيامة من الموت بخلاصنا. كما أنه فعل تماما كما أمر به يسوع المسيح: إذهبوا وثلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بإسم الأب والإبن وروح القدس، وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به وها أنا معكم كل الأيام إلى إنقضاء الدهر (متى 19:28). ولقد كان بولس الرسول مستعدا للمعانات بل وحتى للموت من أجل تبليغ كل ذلك. كما أنه حمل في جسده سمات الرب يسوع؛ (غلاطية 17:6) "في ما بَعدُ لا يَجلِبُ أحَدٌ علَيَّ أتعابًا، لأنّي حامِلٌ في جَسَدي سِماتِ الرَّبِّ يَسوعَ". بولس الرسول الذي كان في البداية يضطهد أتباع المسيح، يقول لنا في الأخير: لقد قررت أني لن أأتيكم بأي معرفة أخرى غير التي عن يسوح المسيح - المصلوب.
إذا، بولس الرسول ليس بالمزيف لرسالة المسيح كما يزعم البعض، وليس بالرجل الذي أتى بتعاليم التالوث المقدس (>20) أو الذي أتى بفكرة ألوهية يسوع المسيح. ومصطلح التالوث على فكرة، لم يذكر تماما في الكتاب المقدس، ولا في رسائل بولس. المسيحيون إذا إقتبسوا كلمة تالوث بإرتكازهم على حياة وكلمات يسوع المسيح نفسه، ويريدون القصد من ذالك أن الله تجسد كأب، وإبن وروح (>20).

الحواري يوحنا، وصف على شكل رؤى ماذا حصل وماذا سوف يحصل. والأيات الأولى تقول: رؤى يسوع المسيح الذي تلقاها من الله ليري عباده ماذا سوف يحصل في القريب. لقد أمر الرب ملائكته أن يبلغوا هذه الرؤى إلى عبده يوحنا. فيوحنا يعلن ما قاله الله وما شهد عنه يسوع المسيح، فهو إذا رئى كل هذه الأشياء.
المراد به من هذا الكتاب هو تشجيع وتعزية المسيحيين المعانين و المضطهدين. وهو ينتهي بصلاة من أجل مجيء الرب يسوع المسيح.

طريقة تعامل المسيحيين مع الكتاب المقدس تختلف كتيرا، ففي بعض الكنائس وخصوصا الكنائس الشرقية نلاحظ انه هناك إحترام كبير للكتاب المقدس عند تناوله وكيفية قرائته. أما في كنائس أخرى وخصوصا الكنائس الغربية فنلاحظ أن كلام الله ينظر إليه ككتاب دراسة أو كتاب عمل،بحيث ما يهمهم هو المضمون والرسالة التي يريد الكتاب تبليغها وليس الحروف.فالتخطيط تحث السطور مثلا هو فقط لتسهيل الرجوع إلى النصوص أو أحيانا للتذكار،خصوصالأن الكتاب المقدس هوموضوع دراسة وإنتباه دائم، لأنه للإستعمال اليومي.

الكنائس تختلف في طريقة تأدية خدماتها. لكن في كثير من الكنائس الإصلاحية (>91) تكون الخدمة كالتالي:

  • يواجه القسيس الجموع بـ"votum" (>54) وهي تحية وصلاة بركة
  • تكون هناك ترانيم (>58)
  • تقرأ الوصايا العشر (>34) في خدمة الصباح بينما فى خدمة الظهر فتقرأ او ترنم مبادئ الإيمان المسيحي (>17)
  • تأتي الوعظة حيث يكون الموضوع مناسب لوضعية الجموع
  • تتم هناك صلاة
  • يتم جمع التبرعات
  • يبارك القسيس المجموع (>54)

في بعض الأحيان، تتم معموديات (>68) أو يحتفل بالعشاء الرباني (>70). في كثير من الكنائس تكون هناك خدمة صباح وخدمة مساء. الأطفال يشاركون كذالك في الخدمة لكن عادة ما يذهبون قبل الوعضة إلى قاعة ثانية لتلقي دروسا خاصة بالأطفال.

يبدأ بـ"votum" وتحية (من كلمات مزمور 8:124 و 8:138 وغلاطية 3:1):
- عَوْنُنا باسمِ الرَّبِّ، صّانِعِ السماواتِ والأرضَ.الذي تدوم رحمته الى الأبد ولا يتخلى عن اعمال يديه
- نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلَامٌ مِنَ ٱللهِ ٱلْآبِ، وَمِنْ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. آمِينَ.
في النهاية يقرأ القسيس صلاة بركة حيث يرفع يديه فوق المجموع لكي يمنحهم قوة الرب
البركة هي اقوى من الصلاة والأمنية فهي قوة الرب الشافية التي تعطي الحياة وتقوي الحياة
الكلمات التي يقولها القسيس لأعطاء هذه البركة تأتي من 2 كورنثوس 13:13
- نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،
وَمَحَبَّةُ ٱللهِ،
وَشَرِكَةُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ
مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ.
أو من عدد 6: 24-26
- يُبَارِكُكَ ٱلرَّبُّ وَيَحْرُسُكَ.
يُضِيءُ ٱلرَّبُّ بِوَجْهِهِ عَلَيْكَ وَيَرْحَمُكَ.
يَرْفَعُ ٱلرَّبُّ وَجْهَهُ عَلَيْكَ وَيَمْنَحُكَ سَلَامًا. آمِينَ.

خلال ايام الأسبوع، تحصل في الكنيسة نشاطات كثيرة خاصة في المساء. كدراسات إنجيلية، نشاطات للشباب إجتماعات منظمي الكنيسة (>65) أولجان أخرى الى آخره. كذلك يتلقى شباب المدارس الإبتدائية دروسا في التربية الدينية (>67) مرة في الأسبوع، كما تتم هناك إجتماعات بين الناس في البيوت لنشاطات متنوعة.

كلمة كنيسة آتية من الكلمة العبرية "كنيست" والتي تعني إجتماع. كلمة كنيسة بالهولندي (kerk كيرك) ومأخوذة من اليوناني من كلمة (kuriake كورِياك) بمعنى "من الرب (kurios)". الرب أو الإله باليوناني هو "كوريوس" وهي ترجمة لإسم الرب "يهوا" (>35). لكن في كتاب العهد الجديد يستعمل هذا الإسم لتعريف الرب او السيد المسيح الذي يعتبر بالنسبة للمسيحيين كسيدهم ومعلمهم. المسيحيون يؤمنون بأنهم ينتسبون إلى المسيح لأنه مات على الصليب من أجلهم واشتراهم بدمه من قبظة الشيطان فهم كما جاء في رسالة بولس الرسول غلاطية 1:10 عباد المسيح.
الإيمان بأن المسيح هو الرب كان يشكل خطورة كبيرة على حياة الشخص في ذاك الوقت، لأن القيصر هوالوحيد الذي كان يتمتع بهذا اللقب. فكل من كان يعتبر المسيح هو الرب، كان يعيش خطورة الالقاء به الى الأسود لتفترسه.
الكنيسة تسمى كذلك جسد المسيح، الكنيسة هي الجسد والمسيح هو رأس هذا الجسد.

في الكنائس الكاثوليكية نجد صورا أو تماثيل لمريم العدراء والمسيح ،غالبا كصبي بين يدي مريم، او كشخص متألم على الصليب.
أما في الكنائس البروتستانتية، فغالبا لا نجد هذه الصور، وأيضا لا نجد تماثيل للقديسين (>90) بل نجد رموزا كالصليب (لكن خاليا لأن المسيح قد قام) أو السمكة، (>100) أو الخروف، أو القارب. كذلك نجد الحرفين الاول والاخير (الالف و الياء) من الأبجدية اليونانية، كرمز للمسيح كونه الاول والاخير (رؤيا 13:22( "أنا الألِفُ والياءُ، البِدايَةُ والنِّهايَةُ، الأوَّلُ والآخِرُ".

يقول الكتاب المقدس ان الله يبتهج لترانيم بني إسرائيل (مزمور4:22)” أمّا أنتَ يا رَبُّ، فلا تبعُدْ. يا قوَّتي، أسرِعْ إلَى نُصرَتي." وكذالك يقول الكتاب بإمكاننا شكر الرب وتمجيد إسمه بالمزامير وترانيم الشكر (أفسس 19:5) "مُكلِّمينَ بَعضُكُمْ بَعضًا بمَزاميرَ وتَسابيحَ وأغانيَّ روحيَّةٍ، مُتَرَنِّمينَ ومُرَتِّلينَ في قُلوبكُمْ للرَّبِّ".
الكتاب المقدس يحتوي على كتاب صلاة مكون من 150 مزمور. يعبر الشخص بقرائته على فرحه وكذالك على حزنه في روح صلاة للرب.
هناك مزامير إبتهاج بهللويات وكذالك مزامير رثاء ومزامير تكفيرية. لقد رتبت الكنيسة هذه ال 150 مزمور بقافيات وألحان حتى يليق تلحينها وغنائها ويحدث هذا في الكنيسة ،عادتا بتوجيه موسيقي بواسطة آلة الأورغن، أو في البيوت والإجتماعات.
الأورغن يبدو كأنه آلة جيدة لتوجيه الترانيم في الكنائس. في القديم كان الناس يستعملون آلة عبارة عن مجموعة من النايات وهو ما يشابه الأورغن حاليا. هولاندا لها تقاليد غنية في هذا المجال، حيث أنجبت مبدعين عالميين باهرين في صناعة هذه الآلات. في الحاضر تستعمل آلات متنوعة أثناء الترانيم كالبيانو مثلا. في الواقع كل آلة او تناسق آلات هو جيد مادامت جودة الترانيم رفيعة.

كثيرا من الكنائس، وغالبا الكنائس القديمة،تقرع نواقيس، لكي يعرف الناس أن هناك خدمة كنائسية ستبدأ في هذه الكنيسة وكذالك تقرع عند الجنازات لتذكر الناس على إظهار نوع من الإحترام.
في كثير من الكنائس القديمة، نجد ساعات على أبراجها. ففي القديم كانت هذه الساعات هي الوسيلة الوحيدة لمعرفة الوقت.

المسيحيون لم يكونوا ولازالوا غير متفقين على كثير من الأمور ففي الماضي حصل هناك وللأسف مرات عديدة إنشقاقات داخل الكنيسة. ففي القرن الحادي عشرتم هناك إنفصال بين كنيسة الشرق وكنيسة الغرب. في الغرب كان يعترف بالبابا اما في الشرق فلم يعترف به. وخلال القرن السادس عشرتمت إعادة إصلاح الكنيسة الغربية، فبالقرب من الكنيسة الكاتوليكية الرومانية تكونت الكنيسة البروتيستانتية كما حصل بعد ذلک إنشقاق آخر بسبب الخلافات حول مبادىء عديدة كلإختيار أو المعمودية.
وفي الوقت نفسه ناظل الكثيرون لتحقيق ما نادى به المسيح نفسه وهو إتحاد حقيقي وعميق (يوحنا 17) وهذا الإتحاد يوجد ويكتمل في يسوع المسيح الذي هو رأس الكنيسة والإتحاد لا يعارض التنوع بل هناك قاعدة مشتركة وإعتراف البعض بإيمان البعض الآخر بما يتعلق بالمسائل الجوهرية كما هو معبرعليه في رسائل أركان الإيمان المسيحي (>17).

يوم الأحد هو اليوم الذي قام فيه يسوع المسيح من بين الموات، ففي إنجيل مرقس (9:16) نقرأ: "وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِرًا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ." لهاذا السبب يجتمع المسيحيون مع بعض في يوم الأحد بالخصوص. ونقرأ كذلك في أعمال الرسل (7:20) أنهم كانوا يجتمعون في هذا اليوم لكسر الخبز بمعنى الاحتفال بالعشاء الرباني (>70).
لذلك أصبح هذا اليوم يوم مميز في الأسبوع، يوم إستراحة عوض يوم السبت، اليوم السابع في الأسبوع الذي كان ولازال مقدس لذى اليهود.وكرمز يرى المسيحيون انه علينا ان نبدأ الأسبوع باستراحة وابتهاج لما فعله ألله بواسطة يسوع المسيح. فالمسيحيون اذا يجتمعون مع بعض في "يوم الرب" لتمجيد ألله بالاستماع الى كلمته والاستجابة اليها بالصلاة والترانيم.

بالتأكيد يسطيع أي شخص أن يدخل الكنيسة. لأن الكنيسة مفتوحة للجميع حتى للمسلمين. إذا دخل مسلم الكنيسة فهو ليس مجبر أن يقوم بما يقوم به الآخرون داخل الكنيسة. لكن إذا كان هناك العشاء الرباني (>70) فان الأشخاص الذين اعلنوا ايمانهم بيسوع المسيح كإبن لله و مخلص لهم، هم فقط من يشاركون في تأدية هذا السر.

النساء والرجال فعلا يجلسون مع بعض في الكنيسة. في بعض البلدان يجلس النساء والرجال منفصلين عن بعض حسب عاداتهم الثقافية. فقديما لما كان المجتمع الاروبي منقسم الى عالم رجال وعالم نساء كنا نرى هذا الانقسام بارزا كما كان الامر في هولاندا مثلا. في الكنيسة غالبا ما يجلس الناس على المقاعد حتى اثناء الصلاة خلافا لما يحدث في المساجد حيث تقام هناك الحركات الطقوسية الضرورية وحيث يتم فصل النساء عن الرجال لتجنب صرف الإنتباه عن العبادة.

القسيس هو بمتابة الراعي و المعلم، وهو الواعظ الذي يلقي كلمة الله ويفسرها لجماعة المصلين. وهو كذلك، بأسم الرب، يكلم المجموع، يمنحهم بركته ويترأسهم في الصلاة. وكذلك هو الذي يؤدي الرسوم المقدسة كالمعموديات (>68) والعشاء الرباني (>70). الى جانب ذلك فهو يتحمل مسؤولية العناية بأفراد الكنيسة كراع صالح (المعنى لكلمة pastor) للرعية، كمثال ليسوع المسيح: الراعي الأعلى. وغالبا ما يكون للقسيس دورا داخل لجنة الكنيسة كأعطاء دروس تربوية دينية في التعاليم المسيحية.

كلمة قسيس، بالهولندي (dominee دوميني) مؤخوذة من الكلمة اللاّتيبية (dominus دومينوس) وتعني الرب. ليس بأمكان اي شخص ان يقوم بهذا الدور، بل يجب على الشخص أن يكون قد تلقى دروسا في علم اللاهوت، وبخلاف عن الكنيسة الكاتوليكية فبأمكان القسيس ان يكون متزوجا.

المجلس الكنائسي ويسمى كذلك "kerkenraad - لجنة الكنيسة" يتكون من القسيس أو القسيسين، شيوخ الكنيسة والشمامسة. هؤلاء مع بعض يحرسون على ان تمشي كل الأمور في كنيسة الرب في سلام وعلى ما يرام. شيوخ الكنيسة والشمامسة لايحتاجون الى دراسة معينة لأنهم يقومون بوظيفة رمزية فقط . لكن عليهم ان يكونوا جديين في حياتهم، متصفين بصفات المسيحي او كما يقول الكتاب المقدس: بلا لوم.
شيوخ الكنيسة لهم وظيفة مختلفة عن وظيفة الشمامسة. فهم يتصرفون "كشيوخ" أي أناس حكماء. وهم خاصة يهتمون بالحياة الروحية لأعضاء الكنيسة. فهم يزورون أعضاء الكنيسة حتى في بيوتهم.
أما الشمامسة فيركزون على الرحمة والعدالة بين أعضاء الكنيسة و المجتمع، حيث تراهم يجمعون التبرعات يوم الأحد أثناء الخدمة، لكن دورهم أوسع من ذلك بكثير، فهم يقدمون المساعدات العملية للذين يعيشون صعوبات، ويعزون الحزانى منهم، ويزورون المرضى والذين يعيشون في وحدانية. كما يسرعون لمساعدة المحتاجين في كل بقاع العالم. لهذا يحاولون جمع تبرعات أظافية لمساعدة المتضررين من الكوارث، وكل هذا أتباعا لمثال شخص المسيح، الخادم الممتازالذي كرس بتواضع للمحتاجين.

في هولاندا، لم يعد القسيس يستلم راتبه من طرف الدولة كما كان الأمر في الماضي، (الكنيسة الإصلاحية كانت الأطول إستفادا من دعم الدولة).
هذا أحسن لأنه بهذه الطريقة تكون الكنيسة مستقلة عن الحكومة رغم أننا نؤمن أن على الحكومة أن تضمن حرية الأديان والعبادة.
إستقلال الكنائس يجعلها إذا غير متكلة على الدولة.

التعليم المسيحي هو تدريس التعاليم والمذاهب من الكتاب المقدس الذي يعطى لتأهيل الشخص للأعتراف العلني بأيمانه. ويمنح هذا التعليم خاصة لشباب الكنيسة حين يلتحقون بالمدارس الثانوية بعد أن يكونوا، كاطفال، قد سبق وأن تعلموا الكثير من الكتاب المقدس في البيوت والمدارس الأبتدائية. الكبار في السن يتلقوا كذلك هذه التعاليم عندما يدخلون ألى الأيمان في سن مؤخر. قديما كان القسيسون وحدهم هم من يلقي هذه الدروس، أما الأن، فكثير من الناس يتمتعون بدراسات و معلومات كافية لمنح الأخرين هذه التعاليم.

نعمد الناس لأن الرب يسوع أمر بذلك. فالمعمودية علامة وضمان للشخص أن يكون مع الرب وبعلاقة به (>69). ماء المعمودية هو رمز لدم يسوع المسيح "الذي يطهر من الخطيئة، أي يغسل" وموته على الصليب "القبر المائي". لأنه بذلك يصبح الأنسان منتميا إلى الرب.
عند المعمودية، وبأمر من يسوع المسيح نفسه تقال الكلمات التالية: "أعمدك بأسم الأب والأبن وروح القدس."
فالمعمودية ترسخ علاقة الأنسان بثالوت الله الوحيد (>20). قبل ذلك، يذكر الأسم الكامل "أسم المعمودية" للمعمد .
في الكنائس البروتستانتية يعمد كذلك أطفال الذين دخلوا في الأيمان وهم بالغين في السن، عادة برشهم بالماء. كما أن حمل الخروف هو ملك للفلاح، هكذا يكون الأطفال كذلك، مع آبائهم المؤمنين، أعضاء من قطيع "الراعي الصالح" كما كان الرب يسوع يسمي نفسه. وعندما يؤمن هؤلاء الأطفال فعلا في سن متؤخر، يؤدون أعلانا لأيمانهم في خدمة مميزة.
أما في الكنائس المعمدانية والأنجيلية والخمسينية، فيعمد البالغين في العمر فقط. لأنها تؤمن ان أعلان الأيمان يجب ان يكون أثناء المعمودية، ويحدث هذا بالغطس تماما في حوض من الماء.

لا، المسيحيون لايختنون. قد يحصل دلك لأسباب طبية، لكن ذلك ليس له أي هدف أو معنى ديني.
أما الأسرائليون (اليهود) فيختنون فتيانهم كما أمرألله به أبراهيم. ففي العهد القديم،أي العهد قبل مجيء يسوع المسيح، كان هذا الختان دليل على دخول الشخص في علاقة مع ألله. ففي كتاب التكوين 17 حيث ذكرت كلمة "عهد" عشر مرات، نقرأ: "وأُقيمُ عَهدي بَيني وبَينَكَ، وبَينَ نَسلِكَ مِنْ بَعدِكَ في أجيالِهِمْ، عَهدًا أبديًّا، لأكونَ إلهًا لكَ ولِنَسلِكَ مِنْ بَعدِكَ." (آية 7)
في هذا العهد يشترك هناك طرفين: ألله والأنسان. فمهما خان الأنسان هذه العلاقة، يبقى الله دائما مخلصا لها ووفيا بوعوده.
في كتاب العهد الجديد، نجد أن هناك علاقة بين الختان و المعمودية (>68) حيث نقرأ في كولوسي 11:2-12: "وبهِ أيضًا خُتِنتُمْ خِتانًا غَيرَ مَصنوعٍ بيَدٍ، بخَلعِ جِسمِ خطايا البَشَريَّةِ، بخِتانِ المَسيحِ. مَدفونينَ معهُ في المَعموديَّةِ، الّتي فيها أُقِمتُمْ أيضًا معهُ بإيمانِ عَمَلِ اللهِ، الّذي أقامَهُ مِنَ الأمواتِ". فبعد أن مات المسيح على الصليب، لا داعي اذا الى أهراق دماء لابتضحية حيوان ولا بتختين أنسان. هكذا تكون تضحية يسوع المسيح مأخودة بعين الأعتبار.

العشاء الرباني، مثل المعمودية، يشيرالى تضحية يسوع المسيح. في الكنائس البروتيستانتية، تتم خدمة سرين مقدسين: خدمة المعمودية وخدمة العشاء الرباني. فالمعمودية تحصل مرة واحدة كرمز دخول الشخص في علاقة مع الرب (>69)، بمعنى آخر، الأنتماء الى عائلة الرب. أما العشاء الرباني فيحتفل به تكرارا لتقوية أيمان المؤمنين. فهو هدية من الرب إلينا، حيث أن يسوع المسيح هو المضيف الحقيقي ونحن ضيوف على مائدته. من المهم جدا أن تكون مؤمنا قد أعلنت إيمانك وإلا فلا يليق أن تشارك في العشاء الرباني.
المسيحيون، حسب كتاب العهد الجديد، يحتفلون بعشاء الرب عوض عيد الفصح (>97) الذي يحتفل به اليهود.حيث أقامه السيد المسيح نفسه، قبيل موته على الصليب. وكتذكار لهذه التضحية العظيمة على جبل الجلجوتا، يتناول المؤمنون قطعة من الخبز كرمز لجسد المسيح، يتبعونها بجرعة من الخمر كرمز لدمه. فالمسيحيون يؤمنون بأن الرب يسوع يقدم نفسه أليهم على شكل خبز و خمر.

الزواج أمر به الله كعلاقة بين الرجل و المرأة لمدى الحياة. وهو يقارن في الكتاب المقدس بعلاقة يسوع المسيح بكنيسته، حيث تكون المحبة هي الأساس. ليس المحبة "كأحساس سعيد" أتجاه الشخص الآخر أو كمحبة " تبحث عن نفسها"، لكن محبتا تمنح وتعطي (1 كورنتس 13). حتى لو كان هناك خلاف بين الرجل و المرأة، فلا أحد فوق الآخر ولا أحد أحسن من الآخر. وكما أن على الزواج أن يكون كوحدة بين الرجل والمرأة،جسميا و روحيا، فلا يحق لمؤمن (رجل أو امرأة) أن يتزوج بمن لا يؤمن بيسوع المسيح كرب ومخلص. الزواج يتم في قصر البلدية، أما الكنيسة فتبارك هذا الزواج وبعد ذلك يحتفل به مع العائلة والأصدقاء.

ممارسة الجنس يجب أن يكون داخل العلاقة الزوجية، كون أن المجتمع الغربي يرى أن ممارسة الجنس خارج العلاقة الزوجية كشيء عادي، يتناقض مع ما يريده الله للحياة المسيحية. في مجتمعات كهذه غالبا ما لا يهتم الناس بما أمره الله، بحيث أن العلاقات بينهم هي علاقات سطحية تؤدي عادة إلى ممارسة الجنس قبل الزواج. وكثير من الأفلام تظهرلنا واضحا هذا النوع من الحياة المتفسخة. على المسيحيين اذا أن يتخذوا حسابات بما يريده الله لأن الله يريد "الأجمل" حتى في الزواج وما يأتي مع ذلك كممارسة الجنس حيث بإمكان المسيحيين أن يتمتعوا به كهبة من الله.
وكذلك، نؤمن أن على البنت أن تدخل علاقتها الزوجية و هي عدراء خلافا لما يراه بعض المسلمين كشيء دون أهمية كبيرة.
ممارسة الجنس خارج العلاقة الزوجية يتناقض إذا مع تعاليم الكتاب المقدس، وهذا بالنسبة للذكر كما للأنثى، فالعلاقة الجنسية بينهما يجب أن تكون داخل إطار العلاقة الزوجية.

السكن مع بعض يعنى به في المجتمع الغربي: عندما يسكن شخصين مع بعضهما دون أن يكونا متزوجين.
عندما يسكن الرجل والمرأة مع بعضهما لهدف تجربة علاقتهما، حيث يبقوا مع بعض ما دامت هذه العلاقة جيدة، فهذا طبعا يخالف ما يريده الله. بحيث تكون المحبة، في هذه الحالة، منفصلة عن الزواج.
والتجربة تبين لنا أن المرأة، وهي غالبا ما ترى الإستقرار أهم من الجنس، تكون مرة أخرى هي الضحية لأن العلاقة بين الرجل والمرأة لن تكون مستمرة إذا لم تكن المحبة مرتبطة بالوفاء.
الوفاء والإخلاص الذي يعده الزوج والزوجة لبعضهما يحدث داخل الكنيسة التي تحرس على استمرار الوفاء بهذه الوعود.

في المجتمعات الغربية، فعلا يعطي معظم الناس عند تربية أطفالهم الكثير من الحرية مع تلقينهم القليل من الإنظباط و احترام ذوي السلطة. وهذا له علاقة أكثر مع الحداثة كمع الإيمان. فبالعكس، الذين يؤمنون بالله، ويتشبتون بوصاياه، يحترمون الكبار في السن وذوي السلطة. لكن يجب أن يكون هناك توازن، لأن الإعتراف بالسلطة ورابطة قوية مع الوالدين ليس كافيا. بل يجب مساعدة الأطفال، في نموهم نحو النضج، والتعلم على الوقوف على أرجلهم، مع السماح لهم بطرح كل الأنواع من الأسإلة الإنتقادية على الأباء والأخرين، حول الأشياء البديهية. لأنه من الأفضل أن يقتنعوا بأنفسهم داخليا بسلطة الأخرين.
نقرأ في الكتاب المقدس أن يسوع المسيح على عكس الكتبة، كان يعلم كمن له سلطان (متى 29:7 لأنَّهُ كانَ يُعَلِّمُهُمْ كمَنْ لهُ سُلطانٌ وليس كالكتبةِ". ليس لكونه المعلم (rabbi) من أقنع الناس، ولكن مظمون كلامه، لأنه كان يتكلم بسلطة.
في الكتاب المقدس، نقرأ نذاء بولس الرسول للأطفال كما للأباء (إفسس6 :1-4) "أيُّها الأولادُ، أطيعوا والِديكُمْ في الرَّبِّ لأنَّ هذا حَقٌّ «أكرِمْ أباكَ وأُمَّكَ»، الّتي هي أوَّلُ وصيَّةٍ بوَعدٍ، لكَيْ يكونَ لكُمْ خَيرٌ، وتَكونوا طِوالَ الأعمارِ علَى الأرضِ. وأنتُمْ أيُّها الآباءُ، لا تُغيظوا أولادَكُمْ، بل رَبّوهُم بتأديبِ الرَّبِّ وإنذارِهِ."

من الملاحظ أن الكتاب المقدس يتكلم ويشير بوضوح إلى مسؤلية كل من الرجل والمرأة. حيث أن بولس الرسول كتب في رسالته إلى مؤمني إفسس: أيُّها النِّساءُ، اخضَعنَ لرِجالِكُنَّ كما للرَّبِّ، لأنَّ الرَّجُلَ هو رأسُ المَرأةِ كما أنَّ المَسيحَ أيضًا رأسُ الكَنيسَةِ. (آية 22-23). لكن هذه الآية سبقت بآية أخرى تقول: خاضِعينَ بَعضُكُمْ لبَعضٍ في خَوْفِ اللهِ.
كذلك أتى بولس الرسول بأمر للرجال حيث قال: أيُّها الرِّجالُ، أحِبّوا نِساءَكُمْ كما أحَبَّ المَسيحُ أيضًا الكَنيسَةَ وأسلَمَ نَفسَهُ لأجلِها. (آية 25)
في الوقت أنذاك، كان نذاء بولس الرسول لكل من الرجل والمرأة ضروريا جدا، لإنه كان ينبغي على المسيحيين أن يكونوا مختلفين عن الأخرين في خدمتهم لبعضهم البعض في إطار محبة ربما كانت نادرة.

طبعا لا، ولا حتى لطمة. العنف الجسدي أو الإهانة غير مسموح بهما. لأن الزوجة ليست ملكا للزوج يفعل بها ما يشاء. بالعكس، على الرجل أن يبدي إحتراما و عنايتا بزوجته، وكذلك الزوجة بزوجها. هذا لا يعني الحياة الزوجية المسيحية حياة مثالية، فالنزاعات توجد في كل علاقة زوجية.
هذا لا يعني أن عدم وجود خلافات في حياة زوجية يجعلها حياتا زوجيتا مسيحيتا، لكن حل هذه الخلافات والمسامحة وغفران الأحد للأخر هوما يجعلها كذلك.

لا، لإن في رسالة بولس إلى تيموثاوس كتب عن الرعاة، والذي هو ساري حسب المبدء على كل رجل. فقد قال: يجب أن يكون الراعي بلا عيب، زوجا لإمرأة واحدة (1 تيموثاوس 2:3). في العهد الجديد نرى أيضا أن على الرجل أن يحب زوجته و ليس زوجاته. لهذا السبب يحرم على الرجال الذين يسقطوا في هذه الخطية، أي تعدد الزوجات، أن يكونوا رعاة كنيسة. أما في العهد القديم فنقرأ الكثير عن تعدد الزوجات و بشكل خاص عند الرجال ذوي المراكز و السلطة. و بنفس الوقت يظهر لنا الكتاب المقدس بأن كثرة النساء للملوك لم يكن شيئا إيجابيا، بل كان السبب في سقوطهم. ما يقصد الله به من زواج الرجل بالمرأة هو أن يكونا جسدا واحدا.

مبدئيا لا. مرة أتى بعض الفارسيين إلى يسوع المسيح بسؤال كهذا قائلا:
«هل يَحِلُّ للرَّجُلِ أنْ يُطَلِّقَ امرأتَهُ لكُلِّ سبَبٍ؟». فأجابَهم يسوع: «أما قَرأتُمْ أنَّ الّذي خَلَقَ مِنَ البَدءِ خَلَقَهُما ذَكَرًا وأُنثَى؟ وقالَ: مِنْ أجلِ هذا يترُكُ الرَّجُلُ أباهُ وأُمَّهُ ويَلتَصِقُ بامرأتِهِ، ويكونُ الِاثنانِ جَسَدًا واحِدًا. إذًا لَيسا بَعدُ اثنَينِ بل جَسَدٌ واحِدٌ. فالّذي جَمَعَهُ اللهُ لا يُفَرِّقُهُ إنسانٌ». (متى 19: 3-6)
لكن الفارسيين أشاروا إلى يسوع أن موسى قد توصل إلى تسوية في ما يخص مسألة الطلاق، بحيث يعطى الرجل المرأة، لحمايتها، وثيقة طلاق عند تطليقها. فرد علهم يسوع: "لقد سمح لكم موسى بتطليق نسائكم لأنكم جدا غير قابلين للتحسين... لكن فى البداية لم يكن الأمر كذالك! أنا أقول لكم: إنَّ مَنْ طَلَّقَ امرأتَهُ إلّا بسَبَبِ الزِّنا وتَزَوَّجَ بأُخرَى يَزني، والّذي يتَزَوَّجُ بمُطَلَّقَةٍ يَزني. (آية 9)
على الرغم من أن الله لم يكن مراده منا أن نطلق زوجاتنا إلا أنه في بعض الأحيان عندما تصبح الحياة مرة ومكسرة للقلوب يجد المرء نفسه غير قادر أن يعيش مع رفيق حياته. في هذه الحالة،على الشخص أن يختار بين شرين: الإفتراق غن البعض، أو البقاء مع بعض وتحمل ما يأتى مع ذلك من عواقب.

هذا يتعلق بأسباب فشل الزواج الأول، لماذا إنتهى هذا بالطلاق؟قد يكون ذالك بسبب إرتكاب أحد الطرفين الزنى. أو ربما أصبح الطرف لا يطيق الطرف الأخر وإلتقى شخصا آخر يريد أن يتزوج به. وفي بعض الأحيان يكون السبب هو أنهما غير قادرين على الإنجاب.
يسوع المسيح قال بإصرار أن الزنى وحدها (ليس حتما) مبررة للطلاق. أما ماعدا ذالك فلا يجب على الزوجين أن يبتعدان أو يفترقان عن بعضهما البعض كما كتب الرسول بولس في رسالته الأولى لإهل كورنثس الإصحاح 7 الآية 10 و 11 "وأمّا المُتَزَوِّجونَ، فأوصيهِمْ، لا أنا بل الرَّبُّ، أنْ لا تُفارِقَ المَرأةُ رَجُلها، وإنْ فارَقَتهُ، فلتَلبَثْ غَيرَ مُتَزَوِّجَةٍ، أو لتُصالِحْ رَجُلها. ولا يترُكِ الرَّجُلُ امرأتَهُ."
ليس أمرا بسيطا أن نقرر من يكون من الطرفين السبب في توقف العلاقة الزوجية. في بعض الكنائس يكون الشيوخ المسؤؤلون على العناية الرعوية، هم من يبحثون في صلاحية وقابلية الطلاق. الزواج المسيحي يعقد أمام الرب والكنيسة، وأحيانا تكون الكنيسة معنية بالأمر ومتورطة في فسخ هذه العلاقة الزوجية. عندما تحسم الكنيسة في الأمر،وتقرر من هو المذنب ،تمنح الطرف الأخر حق التزوج مرة ثانية. ويتم مباركة الزواج الثاني للطرف الغير المذنب من قبل الشيوخ والكنيسة.

حسب تعاليم الإنجيل، نحن كمسيحيين نرفض في الواقع الشدود الجنسي أو المثالية الجنسية. لأنه حسب التعليمات الإلهية للخلق، واضح أن الله خلق آدم و حواء، بمعني أن الله أراد أن تكون العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، لا بين رجلين أو إمرأتين.
لكن نجد أنفسنا أمام أسإلة صعبة، هل على المسيحي الشاد أن يضغط على إحساسياته الجنسية ويرفضها؟ هل الله يرفض هؤلاء الناس؟ هل على الكنيسة أن ترفضهم بسبب هذه السلوك؟ أسإلة صعبة يجيب عليها المسيحيون بطرق مختلفة. اللوطيون نفسهم لديهم إحساسات مختلقة في ما يتعلق بموضوع اللوطية أو الشذوذ الجنسي. اللواط: الشدود الجنسي، كإثم عظيم، الخيانة الزوجية، السكر...إلخ. وهو ما تكلم عنه كتاب التكوين في الإصحاح 19. هو مختلق تماما عن الحب المتبادل بين رجلين أو إمرأتين، وعلى الكنيسة بالضبط أن تعتني بؤولائك الذين يعانون من إحساساتهم الجنسية الشدودية عوض رفضهم.
كذلك لا يجب علينا أن ننظر إلى قضية المثولية الجنسية وكأنها شيئ مميز وإثم عظيم ونتعامى عن اللآثام الفظيعة الأخرى، الذي يدين الشاد الجنسي، وفي نفس الوقت لا يظهر محبة لشريك حياته الغير الشاد، ليس له الحق أن يدين أصلا: "فهو يرى العود في عين الآخر ولا يرى الخشبة التي هي في عينيه" (لوقا 41:6).

حياة الجنين في رحم الأم هي حياة بشرية، وله كل الحقوق أن يحيى كباقي البشر. وليس لدينا أي حق كأناس ذوي مطلق السلطة أن نأخذها. لهذا فالديانة المسيحية تحرم الإجهاض حتى لو رخصتها الحكومة. وهولاندا هي في المقدمة بين الدول في مايخص ترخيص الإجهاض.
الإجهاض ليس موافقا لوصايا الله ونوايا الإيمان المسيحي. وهذه قاعدة أساسية نتخدذها كنقطة إنطلاق حتى لو ووجهنا بمواقف وأسئلة صعبة كمثلا عندما تغتصب فتاة صغيرة في السن فتحبل، او عندما يكون الطفل متوقع أن يكون معوقا. أو في حالة مختلفة تماما عندما يكون الحمل يسبب خطرا على الأم. إتخاذ القرارات يكون صعبا جدا خصوصا بالنسبة لؤولائك الذين يحترمون الحياة البشرية. وهذا يختلف تماما عن أولائك الذين يرون أن حملهن كحادثة ويقررون إيقافه كما يليق لهم.
في مزمور 139: 13-16 نقرأ: "لأنك أنت كونت كليتي. نسجتني داخل بطن أمي. أحمدك لأنك صنعتني بإعجازك المدهش. ما أعجب أعمالك ونفسي تعلم ذلك يقينا. لم يخف عليك كياني عندما كونت في السر، وجبلت في أعماق الأرض. رأتني عيناك وأنا مازلت جنينا؛ وقبل أن تخلق أعضائي كتبت في سفرك يوم تصورتها."

الحكومة الهولندية كباقي الحكومات الأروبية، تعرف إنفصالا عن الكنيسة. لم يعد ما كان يسمى سابقا: حكومة-كنيسة. لهذا السبب بإمكاننا أن نقول أن هولندا، كباقي الدول الأروبية، ليست بدولة مسيحية.
المسيحيون يعتبرون الحكام المسيحيين و الحكام الغير المسيحيين كعبادا لله ويجب الخضوع لهم وإطاعتهم. مع الإتصاف بالأعمال الصالحة. (رومية 13: 1-3) "لتَخضَعْ كُلُّ نَفسٍ للسَّلاطينِ الفائقَةِ، لأنَّهُ ليس سُلطانٌ إلّا مِنَ اللهِ، والسَّلاطينُ الكائنَةُ هي مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ، حتَّى إنَّ مَنْ يُقاوِمُ السُّلطانَ يُقاوِمُ ترتيبَ اللهِ، والمُقاوِمونَ سيأخُذونَ لأنفُسِهِمْ دَينونَةً. فإنَّ الحُكّامَ لَيسوا خَوْفًا للأعمالِ الصّالِحَةِ بل للشِّرّيرَةِ. أفَتُريدُ أنْ لا تخافَ السُّلطانَ؟ افعَلِ الصَّلاحَ فيكونَ لكَ مَدحٌ مِنهُ،...."
فبالنسبة لهولندا مثلا، وقرون عديدة مضت، كان هناك،بالعكس، إتصال قوي بين الحكومة والكنيسة الوطنية: الكنيسة الإصلاحية الهولندية. وهذه العلاقة بين الدولة والدين صارت تتقطع أكثر فأكثر منذ 1798، والوقت الذي حصل فيه هذا الإنفصال نهائيا ليس ببعيد عنا،بحيث أن في سنة 1983 وافق البرلمان الهولندي على قانون ينهي الإتفاقية القديمة التي كانت تنص على دعم الدولة المادي للكنيسة. والأن ليس هناك أي كنيسة في هولندا تتمتع بتبرعات أو رواتب من الدولة. فلم يعد للكنيسة أو المسيحيين أي حق إمتيازي، بحيث أنهم أصبحوا متساويين مع غير المسيحيين والغيرالمتسامح معهم في كل الحقوق.
يحاول المسيحيون من خلال هذا الموقف أن يتبعوا طريق يسوع المسيح: الكنيسة ليست من العالم ولكن للعالم. وأمره كذلك أن يكونوا نور العالم، وملح (للذوق والحفظ من التعفن) العالم. فمن خلال حياتهم الشخصية والكنائسية، وكذالك أحزابهم السياسية،بإمكان المسيحيين أن يعبروا عن أفكارهم ومواقفهم،والسياسيون المسيحيون يسعون، بواسطة نشاطاتهم السياسية إلى النضال من أجل تحقيق العدالة. و ترسيخ القيم والأخلاق المسيحية الشافية، بين أفراد المجتمع.

على الأقارب القيام بأشياء كثيرة عند وفاة أحد أفراد الأسرة. فمن واجبهم إظهار نوع من الحزن علي فقيدهم،كما عليهم أيضا تنظيم مراسم الدفن، عادة بمساعدة منظمي الجنازات، حيث يتم تحضير التابوت والقبروكذالك توزيع بطاقات الدعوة للجنازة، إلخ. أفراد العائلة يختارون، بمساعدة القس، ما يجب أن يكتب على هذه البطاقات، وكذالك مكان الدفن ومراسيم الجنازة. على بطاقات التعزية غالبا ما يكتب الكثير من الناس نصا من الكتاب المقدس أومن أحد الأغاني أو القصائد المسيحية، نصا يخاطب به المعزي المتوفي معبرا عن مشاعره إتجاهه. قبل الدفن تعطى عادة الفرصة لتعزية ومواساة أقارب الفقيد. مراسيم الجنازة والتي يحضرها الرجال والنساء مع بعض تتم في الأيام الأولى القليلة بعد الوفاة،في ظرف الستة أيام الأولى من الوفاة. مراسيم التعزية حيث تكون هناك ترانيم وإلقاء وعضة قصيرة، قد تتم في الكنيسة أو في المقبرة،كما قد يقوم أقارب المتوفي بإلقاء كلمات أو فعل شيء شخصي.
هناك طقوس مختلفة للجنازات: البعض يضع ورودا على التابوت، وبعض يرميها على التابوت عندما يوضع في القبر، أفراد عائلة المتوفي قد يحملون النعش أو يقودون الموكب إلى المقبرة. أماالأتجاه الذي يواجهه الميت عند دفنه، فليس بمهم.قبيل الدفن، عادتا ما يقول القس بعض الكلمات أو يقرأ من الكتاب المقدس ثم يصلي الصلاة الربانية (>7).

لا يوجد في الكتاب المقدس أي نص يمنع بإصرار حرق الموتى. بينما نجد أن دفن الموتى، له تقدير عالي.حيث أنه، حسب ثقافة انذاك، كان من الإهانة أن لا يدفن الميت بل يلقى به في الحقول لتأكله الحيوانات، أويحرق. كما أنه في بعض الحالات ذكر الحرق كعقوبة للخطيئة.
الدفن وإحتلاله مرتبة شرف عالية لذى المسيحيين، يعكس المحبة والتقدير الذي يظهرونه لموتاهم. عندما قتل هيرودوس يوحنا المعمداني بقطع رأسه، أخده تلاميده ووضعوه في قبر. كما فعل نفس الشيء لأول شهيد الكنيسة، إسطيفانوس، الذي رجم بالحجارة. و يسوع المسيح كذالك، وبعناية كبيرة وحب، وضع في قبر من طرف نقودموس وبعض النساء. بولوس الرسول وضح لنا في رسالته لأهل روما، العلاقة بين الدفن والقيامة من بين الأموات: "فدُفِنّا معهُ بالمَعموديَّةِ للموتِ، حتَّى كما أُقيمَ المَسيحُ مِنَ الأمواتِ، بمَجدِ الآبِ، هكذا نَسلُكُ نَحنُ أيضًا في جِدَّةِ الحياةِ." (روميا 4:6)
بولوس الرسول شبه ذالك بحبةحنطة، يجب أن تدفن أولا لكي تحيى فيما بعد. تماما كالقيامة من بين الأموات.

الله وحده، وليس نحن البشر،من يقرر الحياة والموت. لهذا، نحن كمسيحيين،نستنكر عمليات تعجيل الوفاة لأنها إنهاء لحياة عن قصد. بما أن الله يحرم علينا القتل،فهذا يعني أنه لا يجب علينا أن نأخد حياتنا بأنفسنا أو حياة شخص آخر عمدا. تمني الموت قد يحصل حتى للمسيحيين أحيانا،لذا فمن المفروظ أن نصلي للرب ونترك القرار له.
الأسئلة حول الإماتة الرحيمة صعبة ومعقدة. بفضل العناية الصحية الحديثة، يتمتع الناس بقدرة على إطالة أعمارهم، قد تـكون هذة بركة،لكن هناك حدود. مرات يشعر الإنسان وكأنه يعيش حياة نبات، أو يعيش ألما فظيعا لا يطاق. فعندما تصل الأمور إلى هذا الحد، رغم كل القدرة والخبرات الطبية،تطفوا أحيانا أسئلة فوق السطح مثل: لماذا لا نقصر من هذه الحياة إذا كان ذالك أفضل؟ و ما جدوى إطالة حياة شخص لم تعد لها قيمة وهو متطلع على الموت. من المهم جدا أن نفرق هنا بين توقيف الحياة، وتوقيف العلاج. إذا اضطررنا على توقيف علاج مرض لا علاج له فسوف يؤدي ذالك بدون شك إلى الوفاة، هذا لا يعني أننا أنهينا حياة المريض بفعل ذالك. فالأمر يختلف في الواقع عن إعطاء المريض حقنة قاتلة.

الكنائس البروتستانتية والإنجيلية لا تعرف الكثير من الطقوس المتبعة عند الولادة.غالبا ما يتم إرسال بطاقات إعلان الولادة إلى الأقارب والأصدقاء، على شكل كلمات من الكتاب المقدس أو قصيدة شعر أو ترنيمة يعبر بها الأبوين عن شكرهم للرب. كثير من الكنائس إعتادت أن تعمد المولود في الأشهر القليلة الأولى (>68) أما في الكنائس التي يكون تعميد الرضاع بهاغير جار به العمل، "يتم رفع الطفل أوالطفلة إلى الأعلى وتقديمه لله". في هولندا مثلا قد يقدم لك، عند زيارتك لحفلة ولادة، بسكوتات على شكل فئران مصنوعة من نوع من الحبوب كرمز لحياة جديدة.

طبعا لا، الدين المسيحي ظهر
أولا في الشرق الأوسط ثم انتشر بعد ذالك بسرعة إلى بقاع كبيرة من العالم. والكنائس الشرقية كالكنيسة السيريانية، الكنيسة الأرمينية، والكنائس القبطية الأرتودوكسية، هي أقدم بكثير من الكنائس الغربية، لأن الإنجيل أتى، نسبيا، مؤخرا عن طريق روما، إلى البلدان الأروبية الشمالية، ثم بعد ذالك بكثير إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
المبشر الأول الذي مكث في البلدان المنخفضة كان هو "ويلبورد Willibrord" 658-739م.
علينا أن نتذكر أن الشخص الرئيسي في الكنيسة، وهو يسوع المسيح الناصري، كان يهوديا (>40)، وأقرب، ثقافيا، من الشرق الأوسطيين، على الغربيين. أي أن عالمه كان مختوما بطابع قروي شرق أوسطي وليس أوروبي أو أمريكي.

هذا ممكن، لإن كل الناس ومن جملتهم المسيحيون،خضعوا خلال القرون الأخيرة، إلى تأثيرات التفكير العقلاني، والذي نراه بارزا بالنسبة لبعض الناس الذين لم يعد، او ضعف، لديهم المجال للإيمان بالمعجزات.

والبعض الأخر ذهب، تحت تأثير وجهات النظرالعلمية، أكثر عمقا في التفكير حول ما يؤمنون به وماذا يقول ويعني لهم الكتاب المقدس في الزمن الحاضر. الإيمان والتفكير العقلاني لا يستثني أحدهما الأخر. فالإيمان هو بمتابة الرأس، القلب واليدين. لكن الأمريصيرخطيرا عندما يصبح الإيمان عبارة عن تفكير عقلاني. وعواقب ذالك يكون تهميش كل ما صنعه ومازال يصنعه الله من معجزات بسبب التحاليل العقلية، ومهلكة. ليس للمسيحيين في الغرب فحسب، ولكل للمؤمنين في كل بقاع العالم بسبب العولمة والإتصالات الحديثة.

يعود ذالك إلى أن الكثير من الناس لا يتخدون أي حسابات مع الله ووصاياه.وهذا نراه بارزا عند الذين يناشدون حرياتهم الشخصية فيسلكون طرقهم الخاصة. نحن لا نعني فقط الإجهاض، المخدرات، العري على جهاز التلفزيون وملصقات الشوارع، والملابس المغرية ولكن التصرفات الإجتماعية الفاسدة كذلك، كالرشوة والعنف في الشارع...إلخ.
من الجيد أن في واقع إجتماعي كهذا، ترى المسيحيين يبحثون عن سبل مختلفة ،سبل غالبا ما تمشي ضد باقي التيارات. فهم لا ينكرون وجود أخلاق فاسدة في البلد بل يستنكرونها كما يستنكروا أعمالا كثيرة أخرى لإنها تمشي عكس ما أوصى به الله. من الخطإ إذا أن نصف هولندا بدولة مسيحية.
نفس المنطق الإنتقادي يمكن تطبيقه كذالك،على بلدان الشرق (الأوسط). فهناك يفتقدون إلى المبادئ الديموقراطية كحرية التعبير والتظاهر وحرية الإعتقادات الدينية (وكذالك التعبير عنها علنيا). الخطايا و أعمال الظلم تراهما بارزين في كل من العالمين، وليس من الحكمة أن نفضل ثقافة ما أو مجتمعا ما على الأخر.

بجانب التشابهات الكثيرة، نجد هناك كذالك إختلافات بين هاتين الكنيستين، مثل الإختلافات التي توجد بين الشيعة والسنة. تاريخ نشأة الكنيسة البروتستانتية نجده في السؤال الأتي المتعلق بلوثر وكالفن (>91)
هذه هي بعض الإختلافات:
- الكنيسة البروتستانتية تستند على الكتاب المقدس فقط بينما الكنيسة الكاثوليكية، فبجانب الكتاب المقدس، تتبع تعاليم وتقاليد خاصة بها.
- لا يوجد لدى البروتيستانتيين بابا أو مطارنة أو كهنة أو ترتيب هرمي لهؤلاء كما يوجد عند الكنيسة الكاتوليكية.
- البروتيستانتون لا يضعون ثماتيل في كنائسهم (>57) ولا يكرمون او يعظمون القديسين كما يفعل الكاثوليكيون بمريم العذراء وقديسين آخرين. حيث يذكرون أسمائهم كشفعاء لهم في السماء ولكن يعبدون الله وحده فقط.
- بخلاف البروتيستان، فمن عقائد الكنيسة الكاثوليكية أن مريم العذراء نقية وبلا خطيئة (الحبل بلا دنس) وإفتراض صعودها إلى السماء.
- عند الكنيسة البروتيستانتية، يحتل المنبر المرتبة المركزية؛ والكل يولي الإهتمام إلى إلقاء كلمة الله. بينما
يأتي المذبح عند الكاثوليك في المرتبة الأساسية حيث يتم القداس وتقديم الخبز والخمر، للرب.

لوثر وكالفن هما المصلحين الإثنين المشهورين في أروبا (>60). ومن خلال عروضهم نشات الكنيسة البروتستانية. لقد عاشا في القرن السادس عشر واحتجا (الأصل لكلمة بروتستانت) ضد الإنتهاكات المرتكبة في كنيستهم، الكاتوليكية- الرومانية.
مارتن لوثر معروف بأطروحاته الخمسة والتسعين المكتوبة على باب كنيسة فيتنبيرخ (Wittenberg) والتي كانت ضد صكوك الغفران الذي كانت شائعا أنذاك. وهذه الصكوك كانت تعطى كهدايا للكنيسة كمقابل للحصول على غفران للخطايا. وإكتشافه لمعنى رسالة الرسول بولوس الأولى، الأية 17 (التبرر بالإيمان) لمؤمني روما كان نقطة تقلب في حياته. الغفران لخطاياك، تحصل عليه بإيمانك بيسوع المسيح فقط وليس بتعويضك لهذه الخطايا بلأعمال الصالحة.المسيحيون الإصلاحيون يعبرون على ذالك بالعبارات الثلاتة: (sola fide, sola gratia, sola scriptura) بلإيمان وحده، بالنعمة وحدها، بالكتاب المقدس وحده (ككتاب موثوق به).
"كالفن"، الذي كان في الواقع، رجل قانون، كتب المنطومة المشهورة وهي تعتبر عمل عظيم يبذي فيها مفاهيمه للعقيدة المسيحية كما كتب أيضا تعاليق مفصلة حول الكتاب المقدس، وهذا ما جعل له تأثير كبير على الكنيسة البروتيستانتية. كرس "كالفن" نفسه للأصلاح الدائم للكنيسة والبحث العميق في الكتاب المقدس حتى أصبح إسمه مقترن بالمتشدد، الصارم، الخجول،المتواضع، والجدي في عمله.

الديانة المسيحية متعددة الألوان والأشكال، إلا أن هذا الإختلاف في وجهات النظر والأفكار لا يشكل عائقا ما دام هناك إعتراف وإقرار بوحدة الإيمان.
خلال سنة 2004، إندمجت الكنيسة الإصلاحية والكنيسة اللوثرية، ليكونا الكنيسة البروتيستانتية الهولاندية: (PKN) وهي تمتلك الأن الكثير من كنائس القرى والمدن الكبيرة، حيث تتم الخدمة الكنسية فيها على نمط معين، يدعى بـ "الطقس liturgie" (>53)، على شكل ترانيم وتلحين المزامير (من كتاب الترانيم الخاص بالكنيسة مثلا)، عادة بتوجيه آلة الأورغن أو البيانو.
المسيحيون الإنجيليون يظهرون تشبتا قليلا بالتقاليدمع الكثير من التحرر والتلقائية في نشاطاتهم كإجتماعاتهم في بنايات المدارس، مثلا، مؤكدين على أهمية تعميد البالغين في العمر(>68)، ومركزين كذالك على أن الإجهار بالإيمان أهم من تعاليم الإيمان.ولقائاتهم اقل رسمية وأكثر إبتهاجا من الكنائس الإصلاحية،بحيث أنهم عادة يغنون بفرح وبهجة أغاني الحمد والتسبييح.
من جهة أخرى تؤكد كنائس العنصرة على عمل روح الله الذي حل في يوم العنصرة (>99) باورشليم بعد خمسين يوما من قيامة يسوع المسيح من بين الأموات (العدد 50 باليوناني:pentacosta ، من هنا تأتي كلمة:pentacostals ، الإنكليزية). روح القدس يقوم بعمل نفس المعجزات اليوم متل الشفاء وجعل الناس يتكلمون بألسنة كما كان يفعل في قبل، وهذا شيء يؤخد بعين الإعتبار في كنائس العنصرة.

في كتاب العهد الجديد، أي الإنجيل نجد آية تنص على النساء أن يغطين رؤوسهن أثناء الصلاة (1 كورنثوس 11) المسيحيون يرون أنه مهم جدا أن يلبس النساء والرجال ألبسة محترمة و ليست مثيرة الإنتباه، إلا أن مفهوم محترم وغير متير للإنتباه مرتبط بثقافة الناس وتقاليدهم. المهم هو أن لا تغوي الآخرين أو تشغلهم عن عبادة الله. نسبة قليلة من المسيحيين الهولانديين يعتبرون أن هذه الوصية ثابتة وصالحة لكل الأزمنة، لهذا يلبس النساء تنورات وقبعات على رؤوسهن. غالبا ما تعبر الملابس التقليدية الغامقة و الخدمات الكنسية الكئيبة، عن خطيئة الإنسان، وأن الله لا يختار إلا القليل من الناس ليخلصهم. بالمقابل هناك مسيحيون يشيرون إلى نصوص عديدة من الإنجيل والتي تؤكد على أنه يجب علينا أن نكون شاكرين لله أن يسوع المسيح مات من أجل أناس خطاة حتى قبل أن يبحثوا عنه، وأن كل من يؤمن به، عليه أن لا يشك في خلاصه (يوحنا 3:16 و رومة 8:5).

شعب إسرائيل يتمتع بمكانة مميزة لدى المسيحيين بسبب الطريقة الخاصة التي تكلم بها الله إلى ومن خلال هذا الشعب. كما أن الجزء الأكبر من الكتاب المقدس أتى عن طريق الشعب اليهودي، وكذلك، يسوع المسيح ولد من بين اليهود.
بولوس الرسول عبر عن هذه الصلة بالشعب الإسرائيلي (في روميا 11) كنوع من التطعيم. الناس من كل شعوب العالم، هم كأغصان لشجرة الزيتون الشريفة البدائية الوحيدة، والتي هي إسرائيل. الناس إذا ،من كل أنحاء العالم، يقتسمون لطف الله و رحمته، وبحكمة مدهشة، ينتسبون إلى شعب الله.
ولكن بولوس الرسول يحذر كذلك قائلا: لاتكن متكبرا ولكن كن أبديا إحتراما لله: إذ أنه لو لم يحفظ الأغصان الأصلية، لما كان ليحفظك أنت؟
هناك آراء مختلفة ومتباينة تتلاشى بين المسيحيين فيما يخص بالضبط مسألة إسرائيل كدولة و إسرائيل كشعب. كثير من المسيحيين لا يعطوا أهمية دينية للمعنى السياسي لتوحيد اليهود، وآخرون يروا أن تكوين إسرائيل في عام 1948 هو تحقيق للوعود الإنجيلية ويقفون دون أي شرط وراء دولة إسرائيل. من خلفية أخرى، هناك الدور الذي تلعبه أحيانا الحرب العالمية الثانية، حيث أن الملايين من اليهود قتلوا أنذاك في غرب أوروبا. كتضامنا أو ربما كشعور بالذنب، نرى هناك إظهار أكثر تعاطف مع الشعب اليهودي كمع الشعب الفلسطيني.
أنبياء الإنجيل أكدوا بوضوح أن النعمة التي أظهرها الله لشعب إسرائيل، معنيتا كانت لكل الشعوب. كما أظهر ذلك يسوع المسيح نفسه من خلال أقواله وأفعاله. وحين تتبع الشعوب طريق يسوع المسيح، يظهر هناك في الآفاق، سلام بينهم.

يحتفل المسيحيون بعيد ميلاد المسيح كتذكار لما حصل قبل ألفين سنة تقريبا، حيث أن الإبن الأبدي لله، أصبح جسدا.ليكمل بذلك وعد الله الذي طالما أعطاه بدقة في كتب العهد القديم.
في كلمة kerst بالهولندي أو Christmas بالإنكليزي، نرى بوضوح كلمة Christus وهي ما تعني: المسيح. يحتفل المسيحيون بعيد الميلاد في 25 دسمبر من كل عام، رغم أن تـاريخ ميلاد المسيح غير معروف بالضبط. لقد تم إختيار هذا التاريخ بالضبط، ليعوض عيد إنقلاب الشمس الوثني، والذي كان سائدا في أوروبا قبل ظهور المسيحية. في الكتاب المقدس (ملاخي 2:4) وصف يسوع المسيح بـ"شمس العدالة" كما وصفه يوحنا بنور العالم (يوحنا 12:8 و 5:9).
اليوم التالي بعد عيد الميلاد، يأتي كيوم عطلة إضافي كون أن في الماضي لم تكن هناك أيام عطل كثيرة. في بعض الأماكن، ينظم في الكنائس قداس إضافي في هذا اليوم، وآخرون ينظمون حفلة عيد ميلاد خاصة للأطفال.

شجرة الميلاد ليس لها أي أهمية دينية، وهي مجرد للمتعة فقط: أضواء في أيام مظلمة لإعطاء ذكرى مولد يسوع المسيح حفلة حقيقية.
في الواقع لا يتخد كل المسيحيين شجرة في بيوتهم عند الإحتفال بعيد ميلاد المسيح، فبعضهم يعارض ذالك تماما، لأن أصل شجرة الميلاد يعود إلى الإحتفال الجرماني الوثني بمنتصف الشتاء. عندما تأخد المتعة بشجرة مضيْة مع الأطعمة الشهية مكان الشكر لميلاد المسيح، يفقد عيد الميلاد قيمته وهدفه، بحيث أن الأهداف التجارية في الدول المزدهرة لا تدرك،طبعا، تمام الإدراك، المعنى العميق لعيد ميلاد المسيح.

عيد الفصح هو العيد الذي يتذكر فيه المسيحيون قيامة يسوع المسيح من بين الأموات. كلمة "فصح" في اللغة الهولندية "Pasen" مأخودة من كلمة "Pascha" العبرية التي استعملت في كتاب العهد القديم،للإشارة إلى عيد يهودي. والكلمة نفسها لها علاقة بكلمة "مرور"، لأن فرعون مصر لم يسمح لشعب إسرائيل بالذهاب، إلا بعد أن أمات ملك من الله، الإبن الأكبر من كل أسرشعب فرعون. أما الأبواب التي دهنت بدم خروف، فقد "مر" عليها الملاك وسلم أهلها. مند ذلك الحين، يحتفل بعيد الفصح كل عام كذكرى للتحرر من العبودية.
بمجيء يسوع المسيح، أخد عيد الفصح معنى جديد. المسيح هولكل أتباعه، حمل الفصح:ال"حمل مذبوح عنا". يتم الإحتفال بهذه التضحية في يوم الجمعة العظيمة. وضحايا القربان التي كانت تقدم في الهيكل قبل المسيح، إنما كانت تشيرمسبقا إلى تضحية يسوع المسيح بنفسه على الصليب: المسيح أعطى حياته من أجل البشر،لكنه لم يتوفى كبطل ميت.ففي اليوم الثالث، قام من بين الأموات ليتغلب بذلك على الموت والشيطان (>29). المسيحيون يحتفلون بذالك خاصة في عيد الفصح،ولكن في الواقع في كل أوّل يوم من الأسبوع، يوم الأحد، (>61) حين يجتمعون مع بعض في الكنائس.

بيض الفصح يرمز إلى حياة جديدة. فعندما تفقس البيضة،يخرج منها كتكوت إلى الحياة. وعيد الفصح هو بالذات، إحتفال بالتغلب على الموت والحصول على حياة جديدة. المسيح حقا قام!
غالبا ما يعبر الناس بعيد الفصح لأطفالهم بإخفائهم لهم بيضا وجعلهم البحث عليه، أو إعطائهم بيضا لتقشيره أو تلوينه، وفي نفس الوقت، الكلام على المعاني من ذالك.

عيد العنصرة هو عيد الإحتفال بحلول روح القدس الذي منه ولدت الكنيسة. لكن قبل أن يحدث ذلك، أي حلول روح القدس، كان هناك صعود يسوح المسيح إلى السماء. وقد حصل ذلك أربعين يوما بعد الفصح. فالمسيحيون إذا يقفون في صمت يوم الصعود لتذكار ترك يسوع المسيح للأرض ورجوعه إلى السماء. المسيحيون يؤمنون كذلك بأن يسوع سيرجع في اليوم الأخير.
قبل أن يذهب يسوع إلى السماء، أظهر نفسه لكثير من الناس. وقد أعطى تعليماته لأتباعه أن يخبروا كل شعوب الأرض بالبشرة السارة، عن قيامه وتغلبه عن الموت، ووعدهم بإرسال روح القدس - نتكلم هنا عن الوجه الثالث من ثالوث الإله الواحد (>20) - الذي سيجعل التبشير بلإنجيل يؤدي إلى الإيمان. قال يسوع لتلاميذه: "ومَتَى جاءَ المُعَزّي الّذي سأُرسِلُهُ أنا إلَيكُمْ مِنَ الآبِ، روحُ الحَقِّ، الّذي مِنْ عِندِ الآبِ يَنبَثِقُ، فهو يَشهَدُ لي... لكن لأنّي قُلتُ لكُمْ هذا قد مَلأَ الحُزنُ قُلوبَكُمْ. " (يوحنا 26:15 و 6:16)
بعد خمسين يوما من الفصح، حل الروح القدس في يوم العنصرة - الإنجليز يعبرون عليه بكلمة Pentacost (>92) - وقد حصل هذا وقت الإحتفال بعيد الحصاد اليهودي، ليتم بذالك الوفي بالوعد الذي وعد به الأنبياء في العهد القديم بإسم الله. من الأن فصاعدا سيشمل موسم الحصاد شعوب كل الأمم وكل اللغات، والذين من خلال بشرة الإنجيل سيضافون إلى الأمة المسيحية العالمية.

الكلمة اليونانية للسمكة هي (ICHTHUS) وهي متكونة من الحروف الأولى لـ (Iesous CHristos THeou Uios Soter) والتي تعني يسوع المسيح (>17) إبن الله (>21) المخلص (>1).
لقد كان المسيحيون متعرضون إلى إضظهادت قاسية في الإمبراطورية الرومانية خلال القرون الأولى للميلاد،بحيث لم يكن بإمكانهم إظهار إيمانهم علانية وكانوا مضطرين إلى الإختباء. وقد إسخدمت السمكة كعلامة للتعرف على بعضهم البعض، وهي لاتزال كرمز مسيحي إلى يومنا هذا. فعلامة سمكة على السيارة أومعلقة حول العنق ليست للتعرف على البعض فحسب ولكن هي لأظهار الشخص للأخرين أنه مسيحي متمنيا أن يؤدي ذالك إلى نقاش حول معنى السمكة وربما فرصة للشهادة عن يسوع المسيح.

Zuilen christelijk geloof
Scroll naar boven